تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أوشكوا على الانهيار ولا يزالون يتوعّدون بأنَّ انهيار الليرة صار وشيكاً ..! المركزي يسعّر الليرة لأول مرة في حقل الثمانين أمام الدولار ليقترب موضوعياً من واقع قائم ..

دمشق
مصارف
الاثنين 25-2-2013
علي محمود جديد

لن تستفيد الحناجر المبحوحة القذرة التي تضع مكبرات الصوت على شفاهها لتضخيم همسات خذلانها إزاء انكسار أحلامها في أوهامها المجنونة الرامية إلى تحقيق أمنياتها الميتة بانهيار الليرة السورية

، الصامدة في وجوههم كالصخرة الصلبة التي وإن حاولوا تكسيرها وتشظيتها‏

فإن شظاياها تهشمهم أكثر فتبقى على عنادها وقوتها مهما ألّفوا وولّفوا وهوّلوا عن قرب انهيارها المزعوم، فهي الباقية على حالها تراقب المشهد عن كثب، ولن يطول بها الزمان حتى تعود إلى ما كانت عليه بعد هذا الثبات الطويل، وها قد بدأ الحديث في كواليس أخرى عن استقرار واضح في سعر الصرف،‏

ناجم عن القدرة المستمرة التي أبداها مصرف سورية المركزي على التدخل في سوق القطع، وقيامه بضخ القطع الأجنبي وبكميات كبيرة تلبي حاجة السوق الحقيقية على الرغم من كل الإشاعات والأكاذيب التي يحاولون نشرها والترويج من خلالها بأن مصرف سورية المركزي لم يعد قادراً على التدخّل، ولم يعد مالكاً للقطع الأجنبي المطلوب، غير أن الأيام تُثبت لهم دوماً أن المركزي يتدخّل ويتدخّل، ولا يتوقف عن الضخ، ولم يوحي يوماً أنه غير معني بتمويل حاجة البلاد من المستوردات واحتياجات البلاد.‏

كما أن بعض الكواليس بدأت تتدرّب بوضوح – وإن اعتراها الخجل – على البوح بأن تحسّن الوضع الأمني كان له أثره على استقرار سعر الصرف خلال الأسابيع الماضية، وهذا ما يؤكد أن السعر المتداول حالياً – ولاسيما في دمشق – ما هو إلا سعر وهمي بالفعل، فكيف بعد أن يُبسط الأمن بالكامل، وهو وضع بات وشيكاً، وأوشَكُ بكثير من أوهام الانهيار المرتقب عبثاً لليرة ..؟ ومع هذا لا يتوقف الفسّاق الفجّار الحمقى من دبلجة الحكايات الشبيهة بهم والكاذبة والتي لا يعرفون بداياتها من نهاياتها، فهذا أمر لا يهم إذ يبقى المهم عندهم أن يصلوا بنهاية أحاديثهم المضحكة وأكاذيبهم المضللة إلى نتيجة أن الليرة ستنهار يعني ستنهار بينما هي تشتد وتقوى أمام ما يحكون ويحيكون، وعلى الرغم من أن مصرف سورية المركزي قد رفع سعر صرف الدولار في نشرته الرسمية ولأول مرة إلى حقل الثمانين ليرة للدولار فإن هذا لن يعني بالنهاية شيئاً لجهة الانهيار الموهوم، فهذا إجراء يعرف المركزي جيداً إلى أين يرمي، وبالنهاية ليس إلا اقتراب موضوعي من واقع قائم .. ولكنه مؤقت .‏

أمام هذه الوقائع والمستجدات لم يُغيّر مصرف سورية المركزي من رويّته المعهودة في إصداره على أقل من مهله لتقريره الاقتصادي الأسبوعي، وإن كنّا في مرات سابقة قد انتقدنا مثل هذا التمهّل الذي لا يسمح بمواكبة ساخنة لما يحصل فبإمكاننا اليوم أن لا نستبعد أن يكون ذلك من طرائق سياسات المركزي المقصودة والتي ربما لن تعير اهتماماً إلا للمصلحة التي يراها مناسبة، نأمل هذا أن يكون على الرغم من تطلعاتنا لرؤية تقرير أسبوعي طازج.‏

آخر تقارير المركزي رصد الفترة الممتدّة من الثاني وحتى الثامن من شباط الجاري مبيناً فيه أن الدولار الأمريكي قد افتتح تداولاته تجاه الليرة السورية عند مستوى ( 79.77) ليرة، وأنهاها عند مستوى ( 80.58 ) ليرة، مسجلاً بذلك ارتفاعاً قدره ( 81 ) قرشاً، بمعدل ( 1.00% ) في حين شهد الدولار انخفاضاً طفيفاً لا يتعدّى الثلاثة قروش في الأسبوع الذي سبقه والذي امتدّ من 26 كانون الثاني وحتى الأول من شباط الجاري.‏

كما افتتح اليورو تداولاته الأسبوعية تجاه الليرة السورية عند مستوى ( 108.88 ) ليرة، وأنهاها عند مستوى ( 109,12 ) ليرة، مسجلاً ارتفاعاً قدره ( 24) قرشاً بمعدل (0.22%) أي أن اليورو ارتفع بمقدار ليرة وقرش واحد خلال أسبوعين، إذ كان قد افتتح اليورو تداولاته الأسبوعية تجاه الليرة السورية عند مستوى (107.42) ليرة، وأنهاها عند مستوى (108.19) ليرة ، مسجلاً ارتفاعاً قدره ( 77) قرشاً ، بمعدل ( 0.71 %) خلال الأسبوع الأسبق الممتد من 26 كانون الثاني وحتى الأول من شباط، الذي لوحظ تخلّي المركزي فيه عن تكرار معلومة قيامه منذ بداية شهر أيلول 2011 إلى تحريك سعر صرف الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية بما يتناسب مع تحركات أسعار صرف العملات العالمية المكونة لوحدة حقوق السحب الخاصة، والتي تم ربط الليرة السورية بها منذ مطلع 2007 وبشكل يعكس حركة العرض والطلب المحلي على العملات الأجنبية، ولكنه في هذا التقرير الأخير عاد لتثبيت وتكرار هذه المعلومة من جديد، غير أنه أشار في التقريرين إلى ما يقوم به منذ آذار عام 2012 لجهة اعتماده مبدأ التدخل في سوق القطع الأجنبي بائعاً وشارياً للقطع بهدف ضبط سعر الصرف وتأمين استقرار مستويات الأسعار في السوق إلى جانب وضع الضوابط اللازمة لتأمين بيع القطع الأجنبي عن طريق المصارف ومؤسسات الصرافة المرخصة وفق سعر الصرف الوارد في نشرة أسعار الصرف الصادرة عن مصرف سورية المركزي، مؤكداً قيامه بالحد من تلاعب السوق السوداء والمضاربة على الليرة السورية.‏

وابتعد المركزي في تقريريه عن التطرّق لأي تفاصيل حول السوق السوداء، ولم يأتِ على ذكر أي رقم يجري تداوله في هذه السوق، رغم تطرقه منذ أسابيع قليلة لمثل هذه الأرقام عندما أشار أنه استطاع المحافظة على استقرار سعر صرف الدولار الأمريكي في السوق السوداء بحدود 90 ليرة بعد أن وصل إلى مستوى 106 ليرات خلال الفترة السابقة، وعبرنا عن أمنياتنا بالاستمرار ولا نزال في مثل هذه اللغة الشفافة، وباستعراض تفصيلي أكثر عن أسعار الصرف في السوق السوداء، ولكننا نميل اليوم إلى أن مصرف سورية المركزي يبقى هو الأكثر علماً ودراية بمصلحته وطريقة الحفاظ على الليرة، على الرغم من الأماني كلها وعلى الرغم من ( فذلكاتنا ) عليه أحياناً، غير أن هذا لا يجري إلا من حرصنا على القيام بأفضل أشكال ومضامين الأداء.‏

التقريران أشارا أيضاً إلى قرار مصرف سورية المركزي الصادر في 2 / 12 / 2012 م القاضي بالسماح للمصارف المرخص لها التعامل بالقطع الأجنبي ببيع القطع الأجنبي للمستوردين وفق سعر الصرف المعلن من قبل المصرف وبما لا يتجاوز نشرة أسعار الصرف الصادرة عن المركزي لأغراض التدخل وذلك بهدف تمكينهم من الدفع المسبق لقيمة البضاعة المنوي استيرادها ولتلبية الطلب على القطع الأجنبي لتمويل المستوردات عن طريق الأقنية المرخصة والحد من عمل السوق غير النظامية.‏

أخـــــيراً :‏

ما يزال مصرف سورية المركزي – وعلى الرغم مما يتعرض له من هجمات شرسة وقذرة لم تحصل على مدى التاريخ – قادراً على تثبيت سعر الصرف، ومُحدثاً له استقراراً واضحاً استطاع من خلاله أن يلجم الجموح الشديد الذي ينوون الوصول إليه ويتوقون أن يشهدوه .. ولن يشهدوا .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية