تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ربيع الجولان

الجولان في القلب
الأثنين 18-4-2011م
فراس الطالب

كان المحتل الإسرائيلي جاهلاً بالتاريخ العربي وسيظل كما يبدو جاهلاً به لسبب بسيط جداً وهو أنه غريب دخيل على هذه المنطقة التي لن تقبل به، كيف وهو الذي يمتهن الجريمة ويقتل الحياة ويشوه وجهها الجميل بعد التمثيل بها.

‏‏

لم يعرف شيئاً عن تاريخ المنطقة العربية ونسي أنه من هذه الأرض الطاهرة سورية الابجدية الأولى في التاريخ انبلجت أشعة الحضارة الانسانية لتغمر الكون بنفحها الأصيل، وكانت العقول المنفتحة على وهج الإبداع المشكاة التي أسرت بالضوء إلى معارج الرقي تحلق في سمائه العالية متطلعة إلى آفاق لاتنتهي، ولأن تلك الحضارة كانت نتائج العقل العربي السوري الخالص فقد قطعت على نفسها عهداً أن يكون شلال تدفقها مستمراً إلى الأبد.‏‏

وفي سورية المجد العريق تهيأت التربة المناسبة لتؤتي مسيرة الحضارة الإنسانية أكلها فالتقت جهود أبناء الوطن وانصهرت الهمم إصراراً منقطع النظير على إضافة مداميك جديدة إلى صرح الوطن الشامخ بشعبه العربي الأصيل، الذي رضع حب الأرض منذ نعومة أظفاره، ولا يرضى التفريط بشبر منها مهما احتشدت الخطوب والمحن والصعاب في الطريق.‏‏

ولأن ابن الجولان جزء فاعل في تلك المسيرة الخيرة فقد أسرج خيول أصالته وأعلن انطلاقه في الميدان بهمة عالية وتفتحت عزائم أبناء الجولان ليكتبوا نشيد النصر القادم فوق سماء الجولان وتحت أرضها على أشجاره السامقة وقممه الشاهقة، إنه نشيد النصر الذي سمعته الدنيا كلها يتردد مدوياً هنا وهناك.‏‏

إن أبناء الجولان الذين يكتبون يوماً بعد يوم أروع ملاحم الصمود وهم في سنوات الخصب الكبير سيظلون يكتبون تلك الملاحم فإذا بمواسم عطاءاتهم وافرة الغلال ولأن سورية تستمد سجاياها النبيلة من عشق أبنائها للحرية فقد فتحت قلبها لاحتضان نضال ابناء الجولان وهيأت سبل النجاح ليتاح المجال أمامهم لتقديم أعمال بطولية تشير إلى الشوط البعيد الذي بلغه ابن الجولان وهو يصل إلى زرع شجرة الحرية ليقطف ثمارها غداً مشرقاً حراً كريماً.‏‏

وسورية الإباء والكرامة، سورية العزة والفخار لا تدخر جهداً في الأخذ بأيدي هؤلاء المناضلين الأشاوس وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم لينصرفوا إلى تفتيح أكمام النصر الآتي وما عطر الربيع الذي تضوع من ربا الجولان إلا طليعة ربيع الجولان الحر ولن يطول أمد انتظاره.‏‏

ولعل توثيق الصمود الكبير الخلاق الذي يقوم به أولئك الذين نذروا عقولهم وأقلامهم للنهوض بكبرياء الجولان لا يكون بالكتب وعبر وسائل الإعلام فحسب بل في قلب كل عربي سوري حر وهذا ما يفعله أبناء سورية الذين يقدمون كل امكاناتهم في دعم ابناء الجولان مادياً ومعنوياً.‏‏

في وطننا الذي نفدي بسويداء القلب وسواد العين سورية، في كتاب المجد كتبنا اسمك يا جولاننا الحبيب في كتاب منقوش في القلب يروي للأجيال قصة كفاحك التي ستنتهي بميلاد ربيع حريتك وما أشد اشتياقنا لهذا الربيع.‏‏

ferasart72@hotmail.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية