تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قـليـــل مــن المــــوت

رسم بالكلمات
الأثنين 18-4-2011م
حسن أبو الشملات

(حين مات صديقي محمد آغا منذ أكثر من أربعين يوماً بجلطة قلبية، كنت على بعد نصف متر منه.. فكرتُ: هل ثمة خطأ في التصويب؟ كان ذلك أكثر من حزن.. إلى محمد آغا)

فوق السنابل كان يحف بالزروع، تاركا ًميلانا ًخفيفا ًيشبه الريح، ذهب ُبيّنٌ كالمديح وخف ٌّ بطيء كالقمر، الصليل ساخر بلا لمعان, وفراخ كثر ينحرون له اللغة, ويرفعون رايات كأحجار خفيفة كأنما عواء يتدثر بالوادي، وكأنما الوادي خواء.‏

هاهو آتٍ مشيته غبار ونرد وحديد ممحو، إلى الذين عيونهم معلـّقة كالثمار، إلى الذين كتب العافية قرب آباطهم، إلى الذين يموّهون حبة الصباح بتفاحة، إلى الذين يجاهرون بالحصى تحت أقدامهم، إلى الذين يتبعون أحاجي الماء صعوداً، إلى الذين هبطتهم جذوة، إلى الذين حائرون في حجل يصيد زغاريد البنادق وهم على المحفات عرسان تلاحقهم المناديل، وبياض لاذع ينحت أرواحهم كالقرابين.‏

صديقي الميت‏

صديقي الميت علـّق النوم على شجرة عارية, ومضى إلى سهول تمحو أقدامها من شدّة الركض، هناك ترك أنفاسه تحرس الأفق.‏

صديقي الميت نسي المكان في جيب سترته فارغا ً‏

صديقي الميت أوصى الغبار فوق جفنيه أن يوقظ طيفه كلما غفا‏

صديقي الميت، كلما هزّ نخلة المكان، يسّاقط رطب الغياب .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية