صعوبة تحديد التلاميذ الذين يعانونها وصعوبة اكتشافهم رغم وجودهم بأعداد لا بأس بها في المدارس،
فهم فئة محيره تعاني تبايناً في المستوى التعليمي والمأمول تحصيله، ما دفع بعض التربويين للقول: إنه وحسب قدرات ونسبة ذكاء بعض الأطفال التي قد تكون متوسطة أو فوق المتوسطة من المفترض أن يصلوا إلى الصف الرابع أو الخامس من مرحلة التعليم الأساسي في حين أن الواقع يشير لعدم وصولهم إلى هذا المستوى ما دفعهم إلى تعريف هذا الطفل بأنه يعاني اضطراباً في العمليات العقلية أو النفسية الأساسية التي تشمل الانتباه والإدراك وتكوين المفهوم والتذكر وحل المشكلات ولا يعاني اعاقة عقلية أو حسية أو حرماناً ثقافياً وبيئياً أو اضطرابا انفعاليا بحيث يظهر صداه في عدم القدرة على تعلم القراءة والكتابة والحساب وما يترتب عليه سواء في المدرسة «الحلقة الأولى» أو فيما بعد من قصور في تعلم المواد الدراسية المختلفة وبذلك لا يصل هذا الطالب للمستوى التعليمي الذي يصله أقرانه من نفس السن رغم ما لديه من قدرات عقلية ونسبة ذكاء متوسطة أو فوق متوسطة.
مرحلة طبيعية للطالب
الأستاذ سليم أبو الشكر مشرف التربية الخاصة بوكالة الغوث الأونروا وأثناء لقائه أولياء أمور الطلبة في مركز دعم التعليم أشار إلى أن هذه المشكله التي يعانيها هؤلاء الطلبة الذين لديهم إمكانات ضعيفة في تحصيلهم الدراسي والتي شغلت الأهل والكادر التعليمي جعلتهم يقومون بدراسة لعدد من المدارس وانتقاء هؤلاء الطلبة وافتتاح هذا المركز علما بأن هذه المشكلة التربوية والاجتماعية التي يشكون منها هي مرحلة طبيعية في حياة التلميذ ولا تترك أي آثار أو ترسبات تعوق مستقبله الدراسي ولا تحمل سمات مرضيه تستدعي القلق إلا إذا كانت نتيجة عامل مرضي أو رضي لم ينتبه له الأهل أو أهملوه لأن المشكله تكمن في مستوى النضج الذي لا يتوافق مع حجم استيعاب المعلومات الجديدة المعطاة له في هذا الصف أو في تلك الفترة وفي هذه الحالة يكون التأخر الحاصل نتيجة طبيعية لما وصل إليه من نضج لايوازي المرحلة الجديدة أو يلائمه وهذه الملكة من الله ولا علاقة للطالب فيها، من هنا أتت فكرة هذا المركز الذي نسميه تربويا "العيادة التربوية" بهدف معالجة الطلاب الذين يعانون مشكلة تربوية على غرار العيادة الصحية لبحث الداء ومن ثم العلاج،
وهو كخطوة أولى يتم التركيز فيه على نقاط الضعف في المواد الأساسية من خلال التدريبات وتقوية المهارات في شعب لا تتجاوز العشرون طالباً وبإشراف كادر مؤهل لتلك العملية مع التأكيد على إعطاء هذه المعلومات من خلال الكلمة الطيبة ومراعاة الفروق الفردية والإمكانات وحدود الطالب وتعويض النقص ومن ثم إلحاقهم بمدارسهم مع العلم أن قيود الطالب تبقى بالمدرسة. وكل طالب يحقق تقدماً يعود إلى مدرسته.
إتقان مهارة الرزمة التعليمية
الأستاذ جمال عبد الغني مدير المركز أكد أن الخطة التعليمية الفردية تهدف بشكل عام إلى إتقان الطالب لمهارة الرزمة التعليمية خلال فترة التدريب بنسبة نجاح عالية ان لم نقل 100% وهذا الأمر يلاحظه المتابع لتلك النشاطات التي أجريناها سابقا، أما بالنسبة لتعزيز المهارات فلنأخذ مادة اللغة العربية مثالا والتي تشكل ضعفاً عند بعض الطلاب وكاهلا إضافياً للأهل "نتيجة المنهاج الجديد أو لأسباب تتعلق بالأسرة أو بالمدرسة" فيتم تدريب التلميذ على المهارات ابتداء بالمهارات القرائية التي تشمل قراءة الحروف مسكنة وبالحركات وقراءة المقاطع والكلمات والجمل الصغيرة والمهارات الكتابية والتحليل والتركيب وانتهاء بالضوابط والحركات ولكل مهارة هدف لابد من تحقيقه عبر الوسائل والأساليب التربوية (استخدام الحواس المتعددة وتحليل المهام والتغذية ألراجعة والتعزيز المستمر بأشكاله المختلفة..)
الخطوه الأولى للنجاح
الآنسة نجوى الرمال اختصاصية التعليم الخاص والفردي في المركز أكدت أهمية العمل الفردي لتلك الفئة حيث يتم التركيز على النقاط الأساسية ومناطق الضعف لدى هؤلاء الطلاب من خلال التدريبات وتعزيز المهارات وخاصة للمواد الأساسية مثل الرياضيات واللغة العربية واللغات وغيرها، فمادة الرياضيات مثلا:
يتم تحديد جدول بالمهارات والأهداف التي من خلالها يستطيع الطالب الإقلاع بالمادة ليس في صفه فقط وإنما بالصفوف التالية وذلك لتمكينه من المادة وخاصة دلالات الأعداد ومقارنتها بالسابق واللاحق والترتيب التصاعدي والتنازلي إضافة لكتابة الأعداد برمز أو إملاء وصولاً إلى حقائق الجمع وفي المحصلة يتعلم اتقان العمليات الحسابية (جمع طرح تحليل تميز مفهوم العدد وترتيبه..) وكل تلك التدريبات تتم بطريقة الألعاب التربوية والوسائل الحسية "أوراق عمل سبورة طباشير واجبات مدرسية بطاقات...."وهناك مدرسون للغة الانكليزية ومدرس موسيقا.
وضع استراتيجيات
لكل مرحلة
وبدوره الأستاذ حسن منور المشرف على شعبة الدعم في المركز يشير إلى جملة من الصعوبات التي يعانيها الطلبة في الشعبة وخاصة في تعلم القراءة والكتابة وخاصة تعلم التهجئة الصحيحة والتعبير عن الأفكار كتابة ولاسيما أن المناهج تعتمد الطريقة الحديثة ومن أهم هذه الصعوبات:
صعوبة التمييز بين اليمين واليسار وصعوبة تعلم الوقت وصعوبة في اتباع التعليمات والخلط بين أصوات الحروف المتشابهة الناجمة عن صعوبات التعلم وبطء التعلم وهذا الأمر ينطبق على بقية المواد الأخرى بدليل أن الطالب إن لم يعرف القراءة فانه لا يستطيع الاجابة على أي تسائل في أي مادة أخرى وذلك يدفعنا إلى ضرورة وضع استراتيجيات تستخدم وحسب المرحلة التي وصلها الطالب لأن كل مرحلة لها متطلباتها.