وتركن الأندية التي قاومت شبح السقوط قبل أن يجتاحها إلى تطمينات لم تأت من فراغ , إذ لا دخان بلا نار , وتستكين إلى منظومة من المسوغات والذرائع , فلا يمكن أن نساوي بين أندية لعبت وبذلت جهداً وعرقاً ومالاً مع أخرى لم تمكنها الظروف من المشاركة والمنافسة , فنجعلها في كفة ميزان واحدة , ونطلق عليها حكماً موحداً ؟!
ومع التسليم بمقولة « الدوري الاستثنائي « لا بد من اجتراح حلول توافيقية نراعي بها جميع الأندية ؟! ولا غرو أن نرفع عددها إلى ثمانية عشر , أسوة بالدوري الألماني , وإن كان عقد المقارنة لا يصح بأي شكل أو منحى ؟! ومن رفع العدد إلى ستة عشر في الموسم الماضي لا يعجزه تكرار الفعل هذا الموسم !!
يحق للأندية أن تحلم وتتمنى , وقد تحق لها المطالبة بنظرة عطف من اتحاد الكرة , لكن الأخير , وهو المنوط به الجانب الفني قبل التنظيمي , مسؤول عن واقع اللعبة وآفاقها , ومطلوب منه أن يجعل هذا الهم ديدنه الأوحد وهاجسه الأول , قبل التفكير في مراعاة الخواطر وكسب تأييد بعض الأندية .
ثمة ما يثير الريبة والشكوك والتوجس خيفة من قرار اتحادي يظلم اللعبة تحت غطاء إنصاف الأندية ؟! ويرمي كرة القدم بسهم نافذ في محاولة يائسة لتطييب الخواطر ؟! وقد تتكاثر المخاوف وتلتقي من تحول الأمر إلى عادة يرتفع معها عدد الأندية في كل موسم وفق متتالية حسابية !! وإن كانت مصلحة اللعبة في آخر درجات سلم الأولويات فسيصير الكابوس واقعاً , وتستحيل المخاوف كينونة .