فالمشروع الذي يتجدد كل عام تقوم فروع الشبيبة من خلاله باختيار واحدة أو أكثر من قرى المحافظة، أو أحد أحياء مدنها ليكون هدف حملة العمل الشبابي الطوعي خلال فترة محددة، تتكثف فيه كل جهود العمل الطوعي لتشمل مختلف أوجه حياة المواطنين في القرية الهدف.
مقومات المشروع
بدأ مشروع القرية في عام 2010 وهو أحد الأنشطة الرئيسة لمكتب العمل التطوعي والبيئة في منظمة الشبيبة وقد نفذت المنظمة من خلال عام 2010 /42/ مشروع قرية هدف في كل المحافظات السورية خلال النصفين الأول والثاني للعام. وقد بلغ عدد المتطوعين المشاركين من مختلف فروع المنظمة في النصف الأول من العام /3000/ شاب وشابة توزعوا على 13 قرية وحي واحد في دمشق، في حين بلغ عدد المشاركين في النصف الثاني من العام /42818/ مشاركاً توزعوا على 27 قرية، إضافة إلى حي واحد في دمشق.
ويضم مشروع القرية الهدف جانبين أساسيين هما الجانب الخدمي الذي يعمل على تأهيل المدارس وتجميلها من الداخل والخارج والحدائق العامة ودهن الأرصفة وواجهات المحلات، إضافة إلى عمليات النظافة والتشجير، أما الجانب الآخر وهو الجانب التوعوي والتثقيفي فإنه يضم عدة نشاطات منها دورات محو الأمية، والندوات التوعوية في الجانب الثقافي والاجتماعي مثل ندوات الفلاحين التي تختص بكيفية تربية الحيوانات والزراعة.. فضلاً عن دورات الدفاع المدني، وهذه الدورات تقام في القرى التي بها أحراج وغابات، إضافة إلى حملات لتلقيح الأطفال وليالي رصد فلكي وغيرها من الأنشطة الخدمية والتوعوية.
دعم التنمية الريفية
وحول أهداف المشروع والغاية منه تقول الآنسة إلهام علي عضو قيادة اتحاد شبيبة الثورة رئيسة مكتب العمل التطوعي والبيئة إن المشروع يستهدف توجيه إمكانات الشباب لتحقيق عمل إنتاجي يخدم المجتمع من جهة ويعمل على نشر وتعزيز ثقافة العمل التطوعي لديهم من جهة ثانية.
وأشارت عضو قيادة الاتحاد إلى أن المشروع أصبح له سمات الديمومة في عمل المنظمة من خلال رصده ضمن إطار الخطة التي تعتمدها المنظمة في برامج عملها السنوية وفي خطط وزارة الإدارة المحلية في مجال عمل البلديات لتقديم خدمة اجتماعية تنموية للقرى.
وأكدت علي أن مشروع القرية الهدف يأتي في إطار دعم عملية التنمية الريفية والتأكيد على أهمية ثقافة التطوع وزرعها لدى جيل الشباب حيث شهد هذا المشروع خلال الأعوام الماضية إقبالاً كبيراً من أهالي القرى الذين كانوا يعملون جنباً إلى جنب من المتطوعين الشباب بما يساهم بشكل كبير بدمج منظمة اتحاد شبيبة الثورة بالمجتمع.
عمل تشاركي
عضو قيادة الاتحاد أوضحت أن منظمة الشبيبة تعمل على توسيع دائرة العمل في هذا المشروع الرائد واستيعاب أكبر عدد ممكن من الشباب ليس في تنفيذه فقط بل وأيضاً في التخطيط له ووضع برامجه، وإشراك كافة الفعاليات الشعبية والمؤسسات الحكومية والخدمية ذات الصلة، وذلك من خلال المجالس البلدية الشبابية التي جرى تشكيلها للقيام بمهمة متابعة الأعمال المنفذة أو قيد التنفيذ، ووضع المقترحات لتطوير العمل، وهذه المجالس هي مشتركة بين المجالس البلدية وأهالي القرية والمتطوعين الشباب، إذ إن الشباب سيعبرون من خلال هذه المجالس عن رأيهم وعن الخدمات التي يجب العمل على تنفيذها.
وصولاً إلى المستوى المطلوب
ولم تهدأ وتيرة العمل في مشروع القرية الهدف فقد واصلت فروع الشبيبة في المحافظات تنفيذ المشروع وصولاً إلى مستوىً متميز من الخدمات.
في الحسكة شارك شباب المحافظة وخلال العامين الماضيين أهالي أربع قرى في ريف الحسكة هي التوينة وتل الرمان والحجية وأبو حجيرة بتنفيذ نشاطات مكثفة شملت بناء عدد من الحدائق وزراعتها وتأهيل القائم منها وتأهيل أبناء القرى عبر افتتاح دورات لمحو الأمية والخياطة والحاسوب وإطلاق حملة صحية تضمنت حملات تلقيح وتوعية وتوزيع الدواء بشكل مجاني.
وحول أهمية مشروع القرية الهدف قال محمد سعيد خلف أمين فرع شبيبة الحسكة إن الأعمال التطوعية لشباب المحافظة لم تنقطع أبدا ولكنها كانت منتشرة ومشتتة في الكثير من أحياء المدن والقرى حيث كانت الحملات التطوعية تختص إما بالنظافة أو التشجير أو الدورات التوعوية ومن أجل ذلك جاءت فكرة القرية الهدف لحصر كل الإمكانات والجهود لخدمة عدد محدد من القرى وتنميتها خدمياً وصحياً وبيئياً وعند الانتهاء منها يتم استهداف عدد جديد منها.
وأشار خلف إلى أن جهود شباب المنظمة تكاتفت مع جهود جميع المؤسسات الحكومية والمجتمع المحلي لتنفيذ أعمال القرية الهدف والتي شملت تنظيف الشوارع والأرصفة والحدائق وطلاء أعمدة الإنارة وصيانة وتأهيل شبكات الكهرباء والمياه وزراعة مداخل القرى وإعادة تأهيل المرافق الموجودة ضمن القرى وتأهيل المدارس ودهان واجهات المحلات التجارية وتقديم الخدمات الصحية وإقامة دورات تمريض وإسعاف أولية ودورات مهنية من خياطة وكوافير ومعلوماتية ومحو أمية مجانية للمواطنين وإقامة ندوات صحية توعوية وندوات تثقيف زراعي ومنتديات حوارية ومعارض فنية وتراثية وأنشطة رياضية.
أعمال خدمية وصحية
أما هدف شباب المحافظة لهذا العام فقد تم تحديده في حي «النشوة الشرقية» بمدينة الحسكة لتنفيذ حملة تطوعية خدمية وبيئية.
وأوضح محمد أنور عبد الوهاب عضو قيادة فرع الشبيبة أنه يتم التنسيق حالياً مع مديريات البيئة والصحة والبلدية لإطلاق الحملة التي ستتضمن جانبين الأول خدمي يتم خلاله تنظيف الشوارع والحدائق وطلاء أعمدة الإنارة ودهان الأرصفة وواجهات المحال التجارية وجدران المدارس وتشجير وتنظيف حدائق الحي وزراعتها بالأزهار إضافة للقيام بدورات للإسعاف والتمريض.
وأشار عضو قيادة الفرع إلى أن القسم الآخر للحملة سيركز على الجانب البيئي عبر القيام برسم عدد من اللوحات الجدارية على أسوار المدارس والحدائق تؤكد أهمية الحفاظ على البيئة إضافة إلى إقامة معارض بيئية في الحي المذكور.
حدث نوعي متجدد
وفي القنيطرة يواصل شباب المحافظة تنفيذ فعاليات مشروع القرية الهدف في مدينة البعث والذي بدأ في شهر نيسان الماضي ويستمر لنهاية شهر حزيران المقبل.
أمين فرع شبيبة القنيطرة باسل يوسف تحدث عن أهمية مشروع القرية الهدف بالقول: بغية استمرارية التواصل والمشاركة في رفع درجة الوعي لدى الشباب بمختلف القضايا وتنمية روح المبادرة لديهم، وتفعيل دورهم كشريك حقيقي ومؤثر في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، نقوم على إطلاق مشروع القرية الهدف المشروع نوعي لمنظمة اتحاد شبيبة الثورة والمتجدد كل عام، فهو يشكل أحد أهم التقاليد النوعية الهادفة إلى تحسين البناء التنموي والخدمي والاجتماعي عبر جملة من الفعاليات التطوعية والأنشطة المتنوعة، يتم اختيار القرية الهدف ضمن خطة تتناول القرى قليلة الخدمات والتي تحتاج إلى دعم معنوي وتعريف بالعمل التطوعي، في العام الماضي اخترنا قرية «نبع الصخر» وفي هذا العام وقع الاختيار على «مدينة البعث» السكنية في محافظة «القنيطرة»، وبذلك نراعي المناطقية وشمول مناطق المحافظة بالمشروع.
تعزيز ثقافة التطوع
وأشار أسامة يوسف رئيس مكتب العمل التطوعي والبيئة بفرع شبيبة القنيطرة إلى أن هذا المشروع يـأتي تكريساً لثقافة العمل التطوعي في نفوس الشباب، حيث إن الأعمال التي تم تنفيذها خلال مشروع القرية الهدف في مدينة البعث حتى الآن شملت زراعة 300 غرسة حراجية وتنفيذ حملة نظافة في شوارع وساحات المدينة الرئيسة والفرعية والمنشآت العامة والمدارس, وترحيل الأتربة والأوساخ ودهان أسوار المدارس وأطاريف الشوارع.
أما أحمد عواد أمين رابطة تشرين التحريرية تحدث عن أهمية هذا العمل للشباب بالقول: نحن سعداء جداً بهذا العمل الوطني البناء، لأنه يشعرنا أننا نعمل بجد ونشاط لأجل وطننا وهذا بحد ذاته شرف كبير لنا، بالإضافة أننا نشاهد نتاج عملنا على أرض الواقع مباشرة عبر الأنشطة التطوعية التي تشعر أبناء القرية بالسعادة والفرح والذين لم يكتفوا بالفرجة بل شاركونا العمل بكل نشاط ومحبة، ونشكر الشبيبة على مبادرتها هذه ونتمنى تكرارها بشكل مستمر.
بدوره لفت المهندس عماد الدين رهبان رئيس بلدية مدينة البعث إلى أهمية العمل التطوعي الشبابي الذي يسهم في تأهيل المدينة وتخديمها بالشكل الأفضل باعتبارها من التجمعات النموذجية مؤكدا تقديم كل ما تحتاجه هذه الحملة لإنجاحها.
« مشروعنا جميعاً»
الشاب علي العقلة قال: نحن نقوم بأعمال جميلة تخدم المدينة وتجعلها تزدهر نحو الأفضل، وأنا أشارك اليوم بأعمال جميلة وجيدة عودتنا عليها منظمة الشبيبة، ومشروع القرية الهدف هو مشروعنا جميعاً وكلنا مستعدون لتقديم الخدمات التطوعية لجميع القرى والمدن بالمحافظات السورية.
أما الشابة نيرمين العاص عبرت عن سعادتها بهذا العمل بالقول: أنا سعيدة جداً بمشاركتي في مشروع القرية الهدف لأننا بدأنا نشعر وكأنها قريتنا فنحن نعمل بكل جد لنغير صورة القرية نحو الأجمل كما هو شعارنا «يداً بيد لقرية أجمل»، سنتابع عملنا وحتى ضمن الظروف الجوية الصعبة لأننا نحب التطوع والوطن.
الشابة نورا غصن قالت: أنا فخورة بهذا العمل لأنني أقوم بعمل يخدم المجتمع والمواطنين في هذه المدينة وتجميلها من خلال تنظيف الشوارع وطلاء الأرصفة، فمنذ الساعة التاسعة صباحاً بدأنا العمل بمساعدة أهالي القرية.
الشاب محمد الحسين من أهالي مدينة البعث قال: ساهمت مع الشباب في حملة تنظيف الشارع الرئيسي للمدينة، فلو قام كل شخص بتنظيف الشارع أمام منزله فسينجح المشروع ولن يضيع عمل هؤلاء الشباب هدراً.
محمد الحمد من أهالي وسكان مدينة البعث قال: ما نشاهده من همة ونشاط من الشباب المشاركين يستحق منا كل احترام وزادت ثقتنا بالمنظمة.