ولعل المتمعن جيداً بحقيقة ما يجري في سورية يكتشف أن هذه الجريمة أضافت دليلاً جديداً على عجز أطراف المؤامرة على سورية وشعبها ولجوئهم إلى هذه الأعمال الإرهابية بغية إفشال وإجهاض أي محاولة سورية مسؤولة للخروج من الأزمة، فاستهداف الأبرياء بواسطة العمليات الإرهابية وأعمال العنف يدل على نهج التيارات التي تعارض إرادة الشعب السوري المقاوم.
فتوقيت هذا العمل الإرهابي الجبان مرتبط بالتقدم الذي تحرزه سورية كل يوم على طريق الإصلاح الحقيقي ويعد بمثابة رد على المشاركة الواسعة للشعب السوري في الانتخابات التشريعية ودعمه لمسيرة الإصلاحات في سورية، وليس أقل من ذلك فهذا العمل الإرهابي يستهدف إفشال خطة مبعوث الأمم المتحدة كوفي عنان ودور المراقبين الدوليين وكذلك المبادرات السياسية لروسيا والصين والدول الحريصة على حل الأزمة بالطرق السلمية.
لقد أضافت المجموعات المسلحة المدعومة بالمال والسلاح حلقة جديدة في مسلسل استهدافهم لأمن سورية وأمان شعبها في محاولة دنيئة لتعكير الاستقرار الأمني وزعزعة الوحدة الوطنية ومحاولة ضرب الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة، فأرادوا أن يغطوا على إفلاس محاولاتهم الرامية إلى إخضاعنا وضرب استقرارنا، ولعل ما جرى يمثل وبلا شك الأسلوب الجديد الذي قررت القوى المتورطة في خطة تخريب سورية اعتماده و دعمه بعد فشلها في جميع الفصول السابقة.
سورية مستهدفة بموقعها ودورها وبتاريخها ونضالها السياسي وبوحدتها وهناك من يدفع بالأمور في سورية نحو التأزم بدليل التصريحات والمواقف التحريضية التي لم تتوقف رغم الجهود الدبلوماسية والمبادرات المطروحة ورغم استجابة القيادة في سورية لمطالب الحوار والإصلاح.
لكن وبالرغم من كل ما يجري فإن وعي الشعب السوري سيفوت الفرصة على أعدائه وسيبقى متمسكاً بوحدته الوطنية ووحدة كيانه وعروبته واستقلاله ولن يسمح لشياطين التطرف والإرهاب والأمركة بكسر إرادة هذا الشعب الذي ينبض بالعروبة، وستثبت الأيام كيف سينتصر السوريون لسوريتهم كما انتصروا لها مرات ومرات.