من نبض الحدث... ما رسخه التاريخ لايمحوه العابرون.. وميادين النصر تفتح شرايين الحياة
صفحة اولى الثلاثاء 1-10-2019 كتب ديب علي حسن كان وسيبقى صوت سورية الأقوى والأكثر حضوراً وقدرة على الفعل والتجاوز، من على منبر الأمم المتحدة التي يفترض أنها المكان الذي يصون الأمن والسلم العالميين من خلال مجلس أمنها، من هناك كان الصوت السوري قوياً يصدح بالحق والحقيقة: سورية تدافع عن العالم كله، عن القيم الانسانية، ومن يعمل على تخريب سورية، إنما يضرم النار في الجسد الانساني كله .
هذا ليس انشاء ولا كلاماً طوباوياً عابراً، بل هو عين الحقيقة ولبها، يعرفه العدو قبل الصديق، لكن الغرور وبطش الظلم يمنعه من الاعتراف بذلك، ندفع الضريبة عن العالم كله، عن الأقربين والأبعدين، ومن يحاصر سورية يحاصر نفسه، لأنها شريان الحياة وقلب العالم بين قاراته الثلاث، لايمكن لأي شريان ان ينبض إلا عبر الجسد السوري، ولانها النبض الذي لا يتوقف كان العدوان عليها، لعلهم يصلون إلى القلب ليتحكموا بمصير العالم، زجوا بكل طاقاتهم وما لديهم، دون جدوى، حاولوا الحصار وتشديد الخناق، تابعوا مسارات الشرايين والأوردة لعلهم يقطعونها، لكن ساحات الميدان كانت الأقوى والأقدر على ضخ الدماء التي تروي كل الجسد.
من دمشق إلى العالم كله، العالم الرافض للهيمنة والعدوان، ومن دمشق إلى الإخوة العرب، ممن هم فعلاً إخوة الفعل والقول، ألم يقل الكثيرون من الأشقاء الأردنيين يوم فتح المعبر مع سورية: إنهم هم كانوا المحاصرين ؟
نعم، سورية الشريان والوريد، ولم يبخل السوريون بالدم ليبقى الدم نضراً بهياً والحياة مستمرة، وها هو الفعل الاكثر بلاغة ينجز اليوم بين جناحي العروبة وقلبيها دمشق وبغداد، معبر البوكمال يضخ من جديد موجة الأمل التي لم تتوقف، ولايمكن لأي قوة وإرهاب ان يجعلها تتوقف، المشهد لايحتاج إلى كثير عناء في القراءة والمتابعة والعمل والتحليل، إنها حقائق التاريخ والجغرافيا، مدعومة بقوة الفعل والانجاز، لهذا كان الشريان الأبقى والأنقى متدفقاً ولن يتوقف أبداً .
|