هذا الإلغاء ترك أكثر من علامة استفهام وأثار الكثير من التساؤلات ولاقى استهجاناً وأوجد حالة من القلق وعدم الارتياح لدى الطلبة وعائلاتهم خاصة أنه لم يمضِ على صدور القرار والعمل به إلا سنة دراسية واحدة..!! وهنا يتساءلون:
ترى ما الدوافع والأسباب الموجبة لإلغاء مثل هكذا قرار.. ولمصلحة من؟! ولا سيما أن وزارة التعليم العالي لم توضح مسوغات ومبررات إلغاء الفصل الصيفي ما فسح المجال للعديد من الاجتهادات والتأويلات والأقاويل..!
إن اعتماد أنظمة محددة ومعينة في امتحانات الدراسة الجامعية لا بد أن يخضع لدراسات ومعايير دقيقة وموضوعية تدرسها إدارة الجامعة من جميع الجوانب ولا تصدرها عشوائياً وهي بكل تأكيد تحتاج وتتطلب خبرة أهل الاختصاص والمعرفة، مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف والأحوال العامة وأي حالات طارئة قد تحدث... فليس المهم أن نصدر القرار ونعلنه فقط لمجرد أننا أصدرنا قراراً أو ألغينا قراراً أو عدلناه أو...أو... المسألة تحتاج إلى دقة وبحث ودراسة في جميع الحالات وتأنٍ... وكذلك إلى حالة تهيؤ واستعداد أو على أقل تقدير ألا يكون مفاجئاً وفي ليلة وضحاها كما حصل مع طلاب الجامعات منذ سنتين عندما صدر قرار بإلغاء الدورات التكميلية للسنوات الأولى الجامعية، حيث جاء القرار صادماً ومفاجئاً ودون إنذار مسبق ما خلق حالة من عدم الاستقرار في أوساط الطلبة وذويهم وغيَّر مسار حياة الكثير منهم...!! وما زالت تبعاته مستمرة إلى الآن...
نحن لا نطالب باستمرار قرار ما في حال جاء مخالفاً أو نتيجة لوضع استثنائي أو انتفت الأسباب الموجبة له أو ماشابه ذلك أبداً، لكن أيضاً لا بد من أخذ العلم والاستعداد للحالة الجديدة التي ستنتج عن إلغائه أو تعديله خاصة إذا كان يتعلق بالتحصيل الدراسي العلمي سواء أكان جامعياً أم يتعلق بالشهادات الأخرى، وكلنا ثقة وأمل بأن وزارة التعليم العالي وغيرها من الوزرات الأخرى همّها وهدفها مصلحة الطالب والمواطن أو في الحد الأدنى هذا ما يجب أن يكون... وإلا فإننا أمام حالة غير صحية...!