هذا أمر مجرب فأمام مكان عملي بينما كنت أعبر الشارع وأنا أنظر لاتجاه قدوم السيارات وبعد تأكدي من خلو الشارع عبرت بسرعة لأفاجأ بسيارة قادمة من الاتجاه الآخر.. (لحستني) السيارة المسرعة المخالفة من وجهي.. والحمد لله نجوت بنعمة منه.
ولسوء حظي كان الاتجاه المعاكس خالياً من المطبات التي تكسو شوارع مدننا وتزينها بعدد ضخم ومستغرب.. فقط لأنني أعبر ذلك الشارع..؟
ولا أحد ينكر أنه في يوم من الأيام أصيب برضوض في الظهر والتواء في الرقبة خلال مرور السيارة التي يستقلها على إحدى الهضاب - وإذا كنتم من رواد المواصلات العامة فيلزمكم فحص عند الطبيب كل شهر ليكشف عن الأضرار التي لحقت بالمنطقة العلوية من الرأس نتيجة اصطدامها بسقف الباص أو التاكسي بعد العبور على مطباتنا النافرة كقمم الجبال.
وإن كنت تملك سيارة وتجوب بها الشوارع وأنت تنتقل من مكان إلى آخر عابراً عشرات المطبات الغريبة والعجيبة - فسوف تجد متعة كبيرة سوف تطول جيوبك المسكينة فـ (مقصات السيارة) ستكسر وستضطر لتغييرها كل سنة أو ستة أشهر أو حتى أقل من ذلك مدة... فالسيارة تواجه بين المطب والمطب.. مطباً ثالثاً - وسيقصر عمرها وعمر مقصاتها ونوابضها وووو.. وحتى محركها الذي يصيبه الدوار اليومي من كثرة (الرجرجة) والتذبذبات.
وصار المواطن يرنو لشراء السيارات من الفئات (الرخيصة) إن وجدت طبعاً.. أو التي يقولون عنها (خرج دعك).
لكن ما لفت انتباهي أن أصحاب السيارات قد تكيفوا مع المطبات على مختلف أشكالها وأنواعها.. حالهم كحال بقية مواطنيهم.. وتكونت لديهم الخبرة اللازمة التي تؤهلهم لتجاوز أعقدها وخوض أكبر المنافسات العالمية (الراليات)... ولكن من بقي يعاني هم المواطنون في وسائط النقل العامة.. فسائق الباص يزيد من سرعته كلما رأى مطباً يلوح في الأفق فيعبر الهضبة ويلصق رأس الراكب بالسقف وتقلب معدته ويتغير مزاجه... لكن أحد المواطنين طمأنني بقوله هي مطبات وما أكثر المطبات التي تأقلمنا معها وباتت جزءاً لا يتجزأ من يوميات المواطن..!!