والأمسيات الشعرية والمسابقات في فنون الكتابة كافة تثمينا وتقديرا لدور المثقف عبر التاريخ، وتطور هذا الدور في الراهن من الأيام.
ربما تناولت الندوات الكثير من العناوين والدراسات الهامة التي تحاكي الواقع والأحداث التي مرت بها سورية وماجرته من تبعات انعكست على شرائح المجتمع كافة، وأظهرت الدور الفاعل للمثقف في بث الوعي وتكريس مفهوم الانتماء والهوية والحفاظ على الإرث الحضاري والدفاع عن حرية البلاد والحفاظ على سيادتها بعيدا عن حملات التضليل التي مارستها قوى الشر والعدوان لزعزعة الأمن والاستقرار وبث الرعب في نفوس الشعب الآمن.
ولا يختلف اثنان على أهمية هذا الدور في ظل مانعيشه من تحالفات عدوانية تطال البشر والحجر، ولكن أليس من الأهمية بمكان أيضا أن نتوقف عند الوضع المعيش لهؤلاء الكتاب وخصوصا أن واحدة من بنود التأسيس والأهداف تنص على ضمان حياة الكاتب وتثمين نتاجاته ومحاولة تأمين المسكن اللائق له وجعل الكتابة مهنة، حتى لاينتهي به المطاف في دار للمسنين كما حدث مع العديد من المفكرين والأدباء، أو يطاله المرض دون أن يجد مايسد به احتياجات العلاج قبل أن ينتهي به المطاف إلى مثواه الأخير؟
ربما في جردة حساب سريعة للأوضاع المعيشية عند الكثير من الكتّاب تؤكد أن الغالبية العظمى تعيش كفاف يومها، رغم أن الجهات المعنية والمؤسسات الثقافية لم تقصر في تكريم الكثير من القامات الفكرية وتوجهت الأضواء بوهجها الأخاذ إلى أعمالهم، ولكن هل هذا كاف للنهوض بالواقع الثقافي والدور المنوط بالكاتب والمفكر ونحن نراه يلهث خلف لقمة العيش وتلبية احتياجاته الأساس سعيا لعيش كريم؟
واليوم إذ يحتفي اتحاد الكتاب العرب بعيده الذهبي، فليكن ذهبيا بحق في العودة إلى بنود التأسيس ومحاولة محاكاتها بالقدر الذي يحقق للكاتب مكانته اللائقة في المجتمع، فهم المنارات التي تحمل راية الإشعاع والتنوير ونهضة البلاد.