تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حـبّ الأرض

الجولان في القلب
الاثنين 11-4-2011
فراس الطالب

إنّ معنى حب الأرض والاستعداد الدائم للدفاع عنها بكلّ مايملكه الإنسان من وسائل مشروعة والتشبّث باسترداد حرية هذه الأرض،

والأخذ بكلّ أسباب تحريرها من الأسر، هي الأبجدية اليوميّة التي يتقنها أبناء جولاننا الحبيب،‏

وهي أبجديّة تلقوها من الآباء الذين فارقوا الحياة وفي قلوبهم دموع غزيرة وجراح عميقة كونهم لم يروا علم الحرية مرفرفاً في سماء الجولان، ولن يجدوا أبناءهم مضطرين لذرف تلك الدموع لأنّ بشائر استرداد الجولان لحريته قد لاحت وشمس تحرره من الاحتلال الإسرائيلي البغيض قد نشرت ضفائرها معلنة أنها قادمة على الطريق ولن يطول أمد انتظارها.‏

جذوة التشبّث بالأرض تزداد يوماً بعد يوم في صدور أبناء الجولان اضطراماً، ولن تجدي الوسائل التي يتبعها المحتلّ الإسرائيليّ نفعاً في محاولة التأثير عليها،أمّا التفكير في إخماد هذه الجذوة فحلم بعيد المنال يعرف المحتلّ الإسرائيلي أنه لن يكون قادراً على الهبوط على ارض الواقع، وقد أثبت تتابع الأحداث ومرور الأيام أنّ حبّ الأرض والاستعداد للتضحية دفاعاً عنها هو حبّ راسخ في خضاب دم كلّ مواطن عربيّ سوري من أبناء الجولان وهو حبّ ينمو معه منذ لحظة ولادته، ويشبّ ويكبر معه ماامتدّت به سنوات العمر، إنه باختصار حبّ من المهد إلى اللحد.‏

والمحتل الإسرائيلي يعرف قدراته الإرهابيّة جيّداً وهو يملك سجلاً حافلاً بالإجرام والاعتداء إلى ممتلكات الآخرين وانتهاك حقوق الإنسان، وكان يظنّ أنّ هذه القدرات ستكون كفيلة بالقضاء على نزوع أبناء الجولان لاسترداد حريتهم، وإسكات صوتهم المطالب بعودة هذا الجزء الغالي من وطننا الحبيب على سورية الأبيّة، لكن تبيّن له أنّ هذه القدرات ذهبت أدراج الرياح أمام صمود أهلنا في الجولان وإصرارهم على مجابهة آلة البطش الإسرائيلية.‏

ابن الجولان قد حدد أهدافه ويسعى بكلّ مايملك من عزيمة وإصرار وإيمان بانتصار الحقّ على الباطل إلى تحقيقها، وهذه الأهداف كانت مبنية على تفهّم عميق لطبيعة المحتل الإسرائيلي الذي يتقن سياسة المراوغة والمماطلة والخداع، ولايستطيع إلا تقديم الادّعاءات الكاذبة بأنه راغب في قيام السلام ولايمانع في إعادة الجولان المحتل إلى سورية، هذا من الناحية النظرية، أمّا من الناحية العمليّة فلا يقدم إلا على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق أهلنا في الجولان وفلسطين المحتلة، ولم يقدّم حتى اليوم دليلاً واحداً يثبت أنه يرغب في السلام، وهذه الممارسات الإسرائيلية المفضوحة تجعل أهداف ابن الجولان في ضرورة العمل على تحريره أكثر إصراراً على متابعة الطريق الذي بدأ منذ احتلال الجولان ونعني به طريق استخدام كلّ الوسائل التي أقرّتها الشرائع الدولية لتحرير أرضه السليبة.‏

ابن الجولان الذي يتقن أبجديّة حبّ الأرض، ويتقن في الوقت نفسه أبجديّة التعامل مع محتل مراوغ مخادع، سيمضي هذا الابن البار بشعبه وبأرضه في مقارعة المحتل الإسرائيلي ولن تلين له قناة في هذه المقارعة، والشعب العربيّ السوريّ يضع إمكاناته كلها تحت تصرّف أبناء الجولان،ويقدمون لهم الدعم المادي والمعنوي، وهم واثقون أن يوم عودة الجولان إلى سورية آتٍ لامحالة وهذا اليوم قريب قريب.‏

ferasart72hotmail.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية