تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل تتحول توهوكو إلى مدينة أشباح؟

ترجمة
الاثنين 11-4-2011
ترجمة : سراب الأسمر

اقتصاد منطقة توهوكو كان يشكل 7٪ من اقتصاد اليابان قبل أن تصبح مركز الزلزلة الرهيبة التي ألمت بالبلاد، و كان يطلق على توهوكو تسمية «مخزن اليابان». ترى إلام سيتحول شأنها بعد هذه الكارثة،

وكيف ستكون حالة الاقتصاد العالمي الثالث؟‏

ينكب الاقتصاديون اليوم على حجم أضرار الكارثة، التي تزداد ارتفاعاً أمام عدم القدرة في السيطرة على وضع مفاعل هوكوشيما النووي. لم تكن منطقة توهوكو التي شكلت مراكز الكارثة مركزاً صناعياً بوراً في الأرخبيل على نقيض منطقة كشاي التي دمرها زلزال كوبي عام 1995. فاقتصاد المنطقتين متماثل، لكن منطقة توهوكو هي منطقة ريفية وتركزت الأضرار على البنية التحتية الطرقات و السكان ويمكن اعتبار اقتصاد منطقة توهوكو اقتصاداً تجارياً كبيراً بينما اقتصاد كنساي فنجده متجهاً نحو التصدير مما يعني حدوث انعكاس سلبي واسع على كل اليابان.‏

بحسب دراسات لبنك CLSA لعام 2005، يعيش 8٪ من سكان اليابان في توهوكو حيث يشكلون نسبة 16٪ من مستخدمي القطاع الأولي و هي منطقة كانت غنية في المزروعات.‏

وقد أطلق على توهوكو قديماً تسمية «مخزن اليابان» لغناها بالأسماك و الفاكهة و الخضار، أما منذ ثلاثين عاماً بدأت تنافسها الواردات الزراعية الصينية، قبل المأساة، كانت هذه المنطقة تعيش حالة هجرة للعائلات باتجاه سهول مدن كانتو الغنية (من مناطق طوكيو)، و اليوم تعاني توهوكو من أكبر نسبة انتحار في اليابان.‏

بالرغم من هذه اللوحة القاتمة كان اقتصادها يقدم 7٪ من اقتصاد البلاد وهذا يعادل مستوى الاقتصاد في تايوان وفي بلجيكا، لهذا قد تكون هذه الكارثة بمثابة الضربة القاضية حسب سلطات كوبيه الإدارية، فقد تمت إعادة بناء ثلث مدينة كوبيه بعد عام من الزلزال الذي اصابها، أما حالة توهوكو فمن المؤكد أن إعادة بنائها سيأخذ وقتاً طويلاً جداً، هذا إذا أمكن و مرد ذلك للاشعاعات الناجمة عن مفاعل هوكوشيما.‏

وقد أجمع الخبراء على احتمال حدوث منطقة غير مأهولة حول المفاعل، بدائرة عدة كيلو مترات، حيث لا يمكن الزراعة و الصيد. هذا لا يعني حياة مستحيلة لكن يعني حياة شاقة، ولا يزال الوقت مبكراً لتحديد المناطق الملوثة، لأن الحادث لم ينته بعد، حيث قد تصل أضراره إلى مئتي كيلو متر أي حتى ضواحي طوكيو.‏

هذا وتتسع مساحة أخطار الهزة الأرضية على الاقتصاد يوماً بعد الآخر وإن كانت تبدو الحياة في طوكيو طبيعية للوهلة الأولى، إلا أن الانتاج الصناعي انهار في آذار الماضي هذا ما كشف عنه الفرع المصرفي للمعلومات المالية ماركيت. كما يعاني قطاع صناعة السيارات بشكل خاص من نقص القطع الالكترونية، حيث كان يأتي قسم منها من توهوكو ومن إيباراكي المنطقة المجاورة.‏

أما النشاط الآخر فهو الاستهلاك الذي يعاني من نقص غريب؟: الاخفاق، حيث بات غير لائق تبذير الأموال بينما هناك قسم من الناس فقدوا كل شيء، ومعرضون لخطر الاشعاعات. إذاً لم يسلم أي قطاع حتى شركات الطيران ألغت مئات الرحلات فيما أطلق اليابانيون على هذا الجمود تسميته: «جيسنوكو» أي الانضباط الذاتي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية