جَرى السّقامُ بنفسي بعدَ مُرتحلٍ والهجــــرُ ينحرهـــا والصّـــدُّ يُدميهـــا
والقلبُ نارُ جَوىً بالشّوقِ أجّجها بُعدٌ يُحطّـــمُ فــــي فُلكـــــي صواريهــــا
والعينُ غصّتْ بها العبراتُ في ألمٍ ترجو الوصال ولو في الحُلمِ يشفيها
يَا مَنْ بِطلّتها الأغصانُ قدْ ثَمِلتْ والزّهرُ مالَ غِوىً مِــــن لثـــمِ أيديهــــا
أنَّى يُسابِقُها الغرّيدُ في وَجَلٍ والظّبـــيُ يَرقـــبُ لحظـــاتٍ يُدانيهــــا
وما شمائلها إن بِتَّ تورِدُها فلا تـــكادُ بـــكلِّ العمــرِ تُحصيهـــــــــــا
تلكَ الجفونُ ولو تُفدى بمُنفَطِرٍ بالقلبِ والرّوحِ بعدَ العمـــرِ أفديهـــا
حُمرٌ ملافظُها بيضٌ شمائلها دُرٌّ محاســــنها شــــــــهدٌ مآقيهــــــا
مَن للجروحِ اللّواتي في الحشا سكنوا من يومِ غِبتِ سيدنو كي يدوايها
وذي الأكفُّ اللّواتي بِتنَ في كَللٍ من ذا بهجركِ باسمِ الحُبِّ يَرويها
لازلتُ أبحثُ مُذْ سافرتِ عن مُدنٍ باسمِ المحبّةِ للعشّاقِ أبنيها
والنّفسُ أعلمُ كَم بالحبِّ جاحدةٌ وليس يرشُدُ مَن لبّى أمانيها