- سأسألك بداية السؤال نفسه الذي سألته للشاعر حسين الخطيب بعد فوزه في مسابقة دار سعاد الصباح: أنت من جيل يقال عن شعرائه: إنهم أصحاب فكر جوائزي، هل أنتم أصحاب فكر جوائزي، أم أصحاب تفكير جوائزي، تسعون من خلاله إلى الحضور الثقافي، والوصول بأسمائكم إلى الأبعد؟
-- نحن أصحاب فكر يستحق الجوائز على اعتبارها الوسيلة الأكثر شيوعاً للتكريم
فلا ضير من الوصول عن طريقها إلى الضوء طالما هي وسيلة شريفة تحقق الحضور الإعلامي الذي يتم إقصاؤنا به وعنه بدوافع الشللية وتكريس المكرس أصلاً
- هل تستطيع أن تعطيني سمات شعر جيلكم بعد أن انقضى العقد الأول من الألفية الثالثة؟ بمعنى هل يوجد ما يميّز هذا الجيل حقيقةً؟
-- صديقي.. إن عصرنا اتسم بغياب المدارس الشعرية المعروفة ما أدى إلى حلول الرؤى مكانها, فباتت تميز بين جماعة و أخرى.. و شعراء جيلنا أصحاب رؤى تجعل من القصيدة فضاء رحباً ينفتح على أكثر من مستوى, أضف إلى ذلك أن شعراء هذا الجيل يمتازون بالتكثيف والانطلاق من الذاتي إلى الإنساني, والاهتمام بقضايا المجتمع, وبسعة الفكر والجرأة وسعة الإطّلاع واختلاف طرق الطرح الذي لم يكن بهذا الحجم في الأجيال السابقة.
- من حيث الشكل أنت تعتمد على التفعيلة في كتاباتك، لكن كتاب النثر يكثرون في القامشلي، حيث تقيم، ما المسوغات التي تجعل شعراء جغرافيا ما ينحازون إلى شكل ما أكثر من غيره؟
-- دعني أخالفك هنا؛ في القامشلي هناك من يكتب التفعيلة وهم الأغلبية وهناك من يكتب النثر, و لا أنكر إجادتهم إلى حد ما, علما أن معظمهم بدؤوا بكتابة العمود و التفعيلة, و ما كتابة النثر عند البعض إلا نوع من التجريب بإستثناء محمد المطرود الذي تعتبر تجربته النثرية هي الأنضج.
كما أن هناك من يقول بتقسيم المشهد السوري إلى ثلاث مدارس؛ درويشية تتمركز في حمص, و أدونيسية ومكانها دمشق, و بركاتية وتتمركز في القامشلي ومحيطها غير أني لا أراه تقسيماً صائباً لأنه ما من تشابه بين ما ينتجه مبدعو القامشلي من حيث الشكل على الأقل وهو موضوع سؤالك.
- لديك ذاتية مغرقة، ألا ترى أن الشعر يحتاج لانفتاح أكثر على فضاءات تواصلية؟
-- نعم إن في مجموعتي قصائد ذاتية لكنها منفتحة وفضاؤها واسع لكونها تمثل من حيث الرؤيا شريحة واسعة من أبناء الجيل فضلاً عن أن في ذات المجموعة من القصائد ما هو إنساني عام .
- يشكو كثير من المثقفين البعيدين عن دمشق من مركزية الثقافة في سورية، والتركيز على العاصمة.
-- إن المشهد الشعري في سورية عموماً, وفي شمالها الشرقي خصوصاً يعاني التغييب أو الإهمال الإعلامي, وذلك يعود لهيمنة بعض الأسماء إعلامياً ومنبرياً وهذا ليس بخافٍ على أحد؛ مؤخراً،مثلا، تم تكريم بعض الشعراء وأنت منهم, ولكن اللافت هو عدم تكريم أي من شعراء المنطقة الشرقية.