|
|
الفنانة لين البطل في «غوته»..مكاشـفة فنيـة مع الذات والحياة ثقافة
تتراوح الأعمال بين التعبير الرمزي والتجريدي والذي يأخذ سبيله للظهور عبر هيئة من المنمنمات الزخرفية التي تبتكرها لين بمزيد من التخيل والإبداع لنرى موضوعات متعددة أبرزها مجموعات الوجوه والشخوص بحركاتها الطريفة إضافة للحيوانات، وندرك تماماً قبالة هذه الأعمال الفنية مضامين فنية متنوعة تفضي إلى حضور أفكار تطلقها لين بلبوس لوني لافت وإلى تأكيد قيم وجماليات عديدة تتسرب من مستويات كثيرة منها لحظة الاشتغال الفني وما يعتريها من ارتجال يضاف لها انجذاب المتلقي للعمل بتذوق وارتياح ليكون العمل ساحة تواصل لطيفة غنية بإشاراتها ودلالاتها فضلاً عن الحلول الذكية التي تجد طريقها عبر الصياغة التي تؤكد الجدة والطرافة للخط، حضور واسع في العناصر المتصدرة للوحات ويتمتع الخط بميزة مختلفة عن الخط المعهود، فهو خط مركب يسير باتجاهات مختلفة أرادتها لين للتعبير عن الشكل وسط صفاء لوني للخلفية التي تحمل لمعات عرضية من عين اللون عبر خطوط عريضة تمنح العمل تأثيرات براقة تعبر عن أنوثة المبدع لهذه السطوح، فالخط يتألف من عدة خطوط متوازية تركن بينها أشكال منمنمة ملونة من نقاط وتعرجات أو أشكال هندسية صغيرة. فينسحب الخط لديها من التأثير المباشر للفرشاة في مسار معين إلى تأثيرات مجتمعة تؤلف أثراً واحداً غنياً بألوانه يسير وفق مقتضى الصياغة. للون في لوحة لين البطل تأثيرات متنوعة عبر مجموعات كبيرة تنتقيها بعناية من أطياف واسعة لتعبر هذه القيم اللونية من شفافية ورهافة الفنانة وحساسيتها الأنثوية، ويندرج على معظم اللوحات أن هناك خلفية لونية من قيمة واحدة تنسحب على كافة السطح منها الذهبي والأصفر والأزرق والأحمر بدرجات تنسجم مع العنصر وبشكل يبرزه بصورة معادلة دون مبالغة في تحقيق التضاد والتباين. تعالج قضايا اجتماعية وإنسانية وعاطفية مختلفة عبر الوجه المنفرد أو عبر اجتماع جنسين كوجهي رجل وامرأة بشكل متداخل وتوحد ليذوب الوجهان في وجه واحد بلونين، وذلك عبر تصميم للشكل يمتاز بالاختزال والاتزان الذي يشمل كل أجزاء العمل والذي ينزاح بقوة لمصلحة الحساسية التجريدية التي تسيطر على مجمل الأعمال إضافة للتعبير الرمزي. نلاحظ خيالاً غير محدود الأطراف إثر تصور غير واقعي للشكل المأخوذ من الواقع لتعيد بناءه من جديد بصياغة غير مألوفة تؤدي وظيفتها الجمالية والفكرية ببلاغة أفضتها موهبة لين وحنكتها أثناء الخلق الفني هذا فلا توقع بمكان الرأس أو اليد في جملة الموجودات التي تؤلف شخصاً يرى من ركن تواريه أو بشكل مواجه ولا توقع بالصياغة التي ظهرت فيها السمكة أو السلحفاة وبالطبع لحضور كل منهما دلالته وفي النهاية نستطيع الإشارة إلى موهبة لين وخصوصيتها عبر هذا الاسلوب المبتكر والذي يتقاطع مع ثقافات وحضارات عالمية عريقة.
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
