يختلف الناس في قراءتهم للفن المعاصر, وينعكس ذلك على معظم الفنانين ذوي المهارات المحدودة لفقدانهم المنهجية الخاصة في المفاهيم الحقيقية للفن الحديث البعيد كليا عن النمطية, إلا أن إحساس الفنان بالفن والجمال يجعله يطرح اسلوبه بطريقة يتقبلها المتلقي كيفما كان, ودون ارباك لأن الفن للفن منطلقا من البيئة التي يعيشها الفنان , ونحن عندما نأتي إلى قراءة لهذه الأعمال نجد أن الفنانة لين البطل تقدمت بأسلوبها الخاص الذي أرادت منه أن يكون أقرب إلى العفوية لكنها اعتمدت تحوير العناصر وتبسيطها في محاولة للانتماء إلى الرسم البدائي المعاصر ثم أغرقت لوحاتها بألوان إعلانية متضاربة بين الحار والبارد الأحمر والأصفر, والأخضر والأزرق, والأبيض والأسود، وهذا يدل على سيطرة اختصاصها الإعلاني لتصبح لوحاتها أقرب إلى الإعلان منها إلى لوحات تصويرية, وفي محاولة الفنانة تقليد أسلوب الفن البدائي الذي يعتمد على ألوان صريحة وربما ذلك لأنها تعودت عليها و لم تستطع الخروج من بوتقتها, ثم أكثرت من الزخرفة فيها دون استكمال أو نضج لفكرة معينة تطرحها اللوحة, بل هي أقرب إلى الجانب التزييني من خلال التفاصيل الدقيقة التي تنتمي إلى تعبيرات بيئية ضمن مفهوم خاص..
رغم التوازن اللوني أحيانا والكونتراست القوي و بعض التكوينات الجذابة أحيانا أخرى إلا أن الفنانة لم توظف أدواتها فنيا بالاتجاه الصحيح الذي يخدم الفكرة , ربما لأن تجربتها غير كاملة وغير ناضجة وبعيدة عن طرح فكرة محددة , تعالج الفنانة سطح اللوحة بألوان صريحة على خلفية كتيمة ثم تقحم فيها زخرفة تمتد فوق المساحات اللونية ما يضعف اللوحة ويمحو معالم الفكرة في الوقت الذي تلامسها العفوية الطفولية ثم ما تلبث أن تبتعد, متجهة نحو تقنية اللون المنظم والمرتب ليخدم التكوين في اللوحة ذات الموضوع غير الواضح , عموما المعرض مستفز واللوحات مطروحة
باسلوب إعلاني بحت رغم محاولة الانتماء الفني والاستناد إلى مفاهيم قديمة لكنها تذهب بعيدا لتؤكد ضعفاً أكاديمياً واضحاً.