ولا بين سنة وأخرى مهما تكثف عدد الدورات التأهيلية إذا لم يكن هناك تراكم معرفي وقراءات متأنية ومتنوعة في العلوم كافة لتتشكل لدى القارئ قدرات معرفية يستطيع من خلالها تجاوز بعض الكلمات واتباع مدلولاتها بالأسطر التي تليها بحركة بصرية وبصيرة سريعة، في ثقافي المزة بدمشق أقام الباحث فايز جمعة محاضرة تحت عنوان (تعلم أصول القراءة السريعة) .
حيث أشار إلى أن المرء يستطيع أن يزيد من سرعة قراءته ببذل القليل من الجهد، والدراسات تثبت من خلال الدورات التدريبية أن الشخص يستطيع أن يتدرب على المهارة فتتضاعف سرعة قراءته مرة أو مرتين فيما بين 50-100٪ مع الفهم الكامل لما يقرأ، وأكد المحاضر من خلال دراساته أن من يقرأ ببطء يفهم أكثر هذا اعتقاد خاطئ وعلى العكس إن سريع القراءة يحصل على أفكار ومعلومات أكثر ممن يقرأ ببطء، وأشار إلى أن متوسط سرعتنا في القراءة بالمرحلة الابتدائية 200 كلمة في الدقيقة وفي المرحلة الثانوية كانت سرعتنا في القراءة تعادل 250 كلمة في الدقيقة وفي المرحلة الجامعية كانت تعادل 300-350 كلمة في الدقيقة وفي مرحلة الدراسات العليا كانت سرعتنا في القراءة تعادل 40٠ كلمة في الدقيقة وفيما بعد تهبط سرعتنا في القراءة إلى السرعة الأولى 20٠ كلمة في الدقيقة وذلك بسبب ترك القراءة وعدم التدريب.
كيف نتعلمها..
أوضح المحاضر أن على القارئ أن يحضر ساعة منبه وورق ملاحظات وقلماً وكتاباً أومقالاً يود قراءته ويفضل أن تكون المادة المقروءة ممتعة وسهلة للقارئ تم عليه أن يقوم بقراءة العناوين الرئيسية والفرعية إضافة إلى تمرير العين سريعاً على الأسطر أو بدايات ونهايات الفقرات ومحاولة قراءة الأمثلة التي عادة ما توجد في وسط الفقرات لفهم فكرة الفقرة ذلك من شأنه أن يساهم في جعل القارئ أكثر راحة وسرعة عند البدء بالقراءة ألف الموضوع، الآن نبدأ بالقراءة مع تشغيل المنبه ، ونتوقف عند الوقت الذي حددته لقياس السرعة، وحركة العين في الخطوة الثانية مضاعفة السرعة من خلال النظر إلى السطر على أنه مجموعة من الكلمات يفضل في البداية أن تتدرج فتنظر لكلمتين كلمتين ، وأن تكون جرعتك البصرية في كل نظرة للسطر كلمتين، مثال أنظر إلى السطر الواحد علىأنه مقسم إلى ثلاث أو أربع مجموعات من الكلمات المتلاحقة، ومن خلال النظر السريع إليها أي المجموعات ونحاول فهم معناها، ونحذر توقف العين طويلاً على الكلمة فهوأمر يجب التخلص منه، لقد أثبتت دراسات كثيرة أن العين المدربة تتوقف بمعدل ست إلى ثماني مرات على السطر الواحد، وهوبلاشك تأخير للقارئ، أما الرجوع المتكرر للتأكد من كلمة معينة والذي يكون بسبب عدم تأكد القارئ من كلمة معينة أو إحساسه بأنه قد فاته شيء مهم فيمكن التغلب عليه بتذكر ماقد فاته لايخرج عن احتمالين هما (معلومة مهمة أو أخرى غير مهمة) فإن كانت مهمة فسيعيدها الكاتب بالتأكيد وإن كانت غير ذلك فلم يفت القارئ شيئاً يذكر فأنت عندما تشاهد فيلما في السينما ويفوتك شيء يستحيل أن تطلب من المختصين إعادة اللقطة ولكنك تواصل على أمل أن يأتي باقي الفيلم بما تريد معرفته، والآن علينا مواصلة القراءة من حيث انتهينا بالمدة نفسها التي حددناها لنفسنا مسبقاً، وليس نتيجة إضافة إلى ذلك علينا تحويل الكلمات إلى صور أثناء المرور السريع عليها وعلينا استخدام جميع الحواس بالتالي كلما استخدم القارئ أكبر عدد ممكن من حواسه زادت نسبة التركيز لديه، وتعتبر العين أهم حاسة لكونها الناقل الأول للحروف المكتوبة، ويعتبر المرور السريع إحدى أفضل طرق القراءة وذلك من خلال تمرير العين على الأسطر بسرعة معقولة لمحاولة فهم ماهو مكتوب في السطر من خلال اللحمة السريعة، ويفضل أن يصاحب هذا المرور عدم تحريك الرأس بشكل أفقي أثناء القراءة لأنها طريقة متعبة، فلو افترضنا أن في الصفحة الواحدة مايقارب ثلاثين سطراً لكتاب عدد صفحاته 50٠ صفحة فإن رأس القارئ سيتحرك ١5 ألف مرة وهي كافية لأن تجر القارئ إلى نوم عميق، إذاً فالحل هوأن يكون الرأس مستقراً لايتحرك ناظراً إلى منتصف الصفحة ومن ثم النزول به عمودياً إلى أسفل الصفحة مع الحركة الأفقية المعقولة للعين لقراءة الأسطر.
فترات راحة القراءة تختلف بين شخص وآخر فهناك من يستطيع التركيز لمدة ساعة كاملة.
فوائدها
يجب على المرء إتقان مهارة القراءة السريعة لأنها تنمي الثقة بالنفس وتجعلني أكثر كفاءة في إنجاز أعمالي وأكثر فاعلية ثم تزيد من فرص الترقية في مجال العمل والثبات في مواجهة الأزمات والضغوط وفهم وإدراك الأمور، واللباقة في الحديث وأيضاً تزيد من القدرة على تحمل المسؤولية.
تطوير مهارة القراءة
مهارة القراءة السريعة تتطلب القراءة اليومية وتخصيص وقت لممارستها والقراءة من أجل الوصول إلى الأفكار الأساسية لما تقرأ، والقدرة على الفهم، والتركيز الجيد ثم الابتعاد عن التشتت والتمرس على تكوين الخرائط الذهنية لما نقرأ سيزيد هذا من فهمك ومن ثم حفظك.