وافتتحت في مدينة نوى بمحافظة درعا مدرسة مزارعين حقلية متخصصة بزراعة الكرمة بمشاركة 20 مزارعا بهدف تعزيز مبدأ التعليم بالتجربة ورفع كفاءة المزارعين وزيادة الإنتاج وتحسين نوعيته والحصول على منتج زراعي نظيف بيئيا وخال من الأثر المتبقى للمبيدات.
وأكد المهندس محمد الشحادات رئيس دائرة الإرشاد الزراعي بمديرية زراعة درعا أهمية افتتاح المدرسة لنشر التقنيات الزراعية الحديثة المتعلقة برعاية وخدمة أشجار الكرمة بالاعتماد على نظام الإدارة المتكاملة للمحصول بما يسهم في تعزيز وتعميق خبرات المزارعين وتبادل المعلومات بينهم مبينا أن المدرسة ستعتمد في تنفيذ برامجها على التدريب الحقلي وتكريس أسلوب النهج التشاركي.
وأشار الشحادات إلى أن المدرسة ستعتمد في تنفيذ نشاطاتها الحقلية على كوادر مؤهلة وستتم الاستعانة بعدد من المهندسين الزراعيين العاملين في الدوائر الزراعية المتخصصة كالوقاية والإنتاج النباتي والبحوث الزراعية مشيراً إلى ان المديرية ستقوم بتأمين جميع المستلزمات لتنفيذ نشاطات المدرسة من قرطاسية ومقصات تقليم ومقاييس للحرارة والرطوبة الجوية ورطوبة التربة إضافة إلى ألبسة الوقاية من الرش.
ولفت الشحادات إلى أن عام 2008 شهد انطلاقة المدارس الحقلية بدرعا بدعم من مديرية الإرشاد الزراعي بالوزارة حيث تم إحداث المدرسة الأولى بدرعا في منطقة تسيل وتهتم بدراسة محصول البندورة والمدرسة الثانية في نوى وتهتم بدراسة محصول القمح والثالثة في خربة غزالة وهي خاصة بأشجار الزيتون وحققت هذه المدارس نتائج ممتازة بعد تطبيق برامج العمل الإرشادي فيها بكل دقة.
ونوه الشحادات إلى أن عام 2009 شهد افتتاح مدرسة القمح في منطقة الناصرية والزيتون في الكرك والكرمة في طفس وقد استمرت مدرسة الكرمة في طفس حتى العام الحالي والزيتون في الكرك إضافة لافتتاح مدرسة الزيتون هذا العام في الحراك والكرمة الثانية في المزيريب وأشار الشحادات إلى أن هذه المدارس الحقلية تأتي في إطار مشروع تطوير الإرشاد الزراعي بالقطر حيث تم رصد الاعتمادات المالية اللازمة لها وحسب نوعية كل مدرسة وذلك لتأمين مستلزمات حقول التجربة والأدوات الزراعية والإشراف والخبراء وغيرها من مستلزمات العمل وتم في كل مدرسة تنفيذ نحو 14 لقاء بالموسم الواحد خلال حياة المحصول ودورته السنوية مشيراً إلى أن الغاية من هذه المدارس هي زيادة الوعي الإرشادي لدى المزارعين والتعرف على أهم الطرق الزراعية المستخدمة في كل العمليات الزراعية وتلافي الأخطاء التي يقع فيها المزارع واستخدام الطرق الصحية في خدمة ورعاية المحاصيل والتخفيف من الهدر في استخدام الأسمدة والمكافحة والمبيدات والري الحديث إضافة إلى تحليل التربة والتعرف على المعادلة السمادية لكل مزرعة ومراقبة ظهور الآفات عن طريق المصائد وموازين الحرارة والرطوبة وطرق وأنواع حراثة الأرض وعمليات الخدمة للمحاصيل من ري وتقليم وتسميد.
وأكد الشحادات أن آلية العمل بالمدارس الحقلية تقضي تعزيز قدرات الفلاحين المنتسبين كي يصبحوا قادرين على تدريب باقي الفلاحين الآخرين على كيفية استخدام التقنيات الحديثة في الزراعة بحيث يصبح الفلاح قادراً على معالجة الآفات والأمراض الزراعية وحده إلى جانب تعزيز منهج التشاركية لدى الفلاحين المنتسبين للمدارس الذين يقومون بوضع البرامج المحددة للعمل في المدرسة من حيث فترة اللقاء وزمانه وموضوعه بالتعاون مع الإرشاد الزراعي وفي نهاية الأمر يصل الموضوع إلى زيادة مفهوم الإدارة المتكاملة للآفات الزراعية وبعد ذلك المكافحة المتكاملة والحصول على منتج زراعي نظيف خال من الملوثات.