تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ماوراء التصعيد الإسرائيلي؟!

حدث وتعليق
الاثنين 11-4-2011م
عبد الحليم سعود

آخذة في اعتبارها انشغال معظم الدول العربية في معالجة بعض أزماتها الداخلية، ومتكئة على تواطؤ مجتمع دولي تقوده دولة واحدة فقدت بصرها وبصيرتها السياسية والإنسانية،

صعدت إسرائيل مجدداً عدوانها ضد قطاع غزة، لترتكب عصابات جيشها الإرهابي في اليومين الماضيين مجزرة مروعة راح ضحيتها ثمانية عشر شهيداً، إضافة إلى عشرات الجرحى من المواطنين العزل، في محاكاة لعدوان واسع النطاق شبيه بالعدوان على غزة أواخر العام 2008.‏

لا شك أن هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير يستهدف في المقام الأول ضرب إرادة المقاومة الفلسطينية في القطاع عسكريا بعد فشل محاولات سابقة في ضربها أو التأثير عليها بواسطة الحصار الإجرامي الجائر، كما يستهدف إحباط مساعي التقارب بين حركتي فتح وحماس اللتين شعرتا بعد فشل مفاوضات السلطة مع الاحتلال بأهمية إنجاز المصالحة الوطنية والخروج من حالة الانقسام بغية توحيد الكلمة والموقف وتوجيه السلاح إلى المحتل الذي يمارس أبشع أنواع القتل والإرهاب ضد شعبهم المتمسك بأرضه وحقوقه.‏

كما لا يغيب عن بال من يتابع تطورات الأحداث في غزة أن حكام إسرائيل قلقون من بعض التحولات الايجابية الداعمة للقضية الفلسطينية والتي تجلت بمبادرة العديد من الدول إلى الاعتراف الصريح بدولة فلسطين على أراضي عام 1967 والتي يخشى هؤلاء الحكام أن تستكمل بإعلان أممي خلال الصيف القادم الأمر الذي سيعرقل مخططاتهم الاستيطانية على أراضي الضفة الغربية وإجراءات تهويد القدس المحتلة، تمهيداً لإعلان الدويلة العنصرية المنشودة.‏

وبناء عليه فإن الرد الحاسم على هذا العدوان لايكون إلا بما يخشاه الاحتلال نفسه وهو استكمال المصالحة الوطنية الفلسطينية وبذل أقصى الجهود من أجل إعادة اللحمة بين أبناء الشعب الواحد بمختلف فصائله وتياراته، لأن هذه اللحمة هي السلاح الوحيد الذي يمنع العدوان أو يتمكن من مواجهته في حال وقوعه، وكذلك التحرك بسرعة ودون تباطؤ لدى مختلف الدول لانتزاع اعتراف دولي صريح بدولة فلسطينية حرة كاملة السيادة وتامة الاستقلال عاصمتها القدس قبل أن تتمكن إسرائيل من تغيير الواقع برمته على الأرض، وقد بات واضحاً أن العدو معني بتعطيل أي إجماع أممي على القضية الفلسطينية لذلك يتحرك مسؤولوه وحكامه لدى العديد من الدول لخلق حالة من التشويش في مواقفها والضغط عليها، لتمتنع عن دعم الحقوق المشروعة للفلسطينيين، ولايمكن أن نتجاهل هنا ما تقوم به واشنطن من تزييف لإرادة المجتمع الدولي عبر عقد الصفقات المشبوهة للحؤول دون ذلك، مستغلة الوضع العربي والدولي كأسوأ ما يكون الاستغلال.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية