تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وسط أزمات العالم

ايمانيتيه
ترجمة
الأثنين 28-2-2011م
ترجمة: سراب الأسمر

وسط تلاقي الأزمات العالمية، تحظى أزمة الغذاء بالأولوية. فمن بين حقوق الإنسان المختلفة نلاحظ أن الحق في تأمين الغذاء هو الحق الأكثر انتهاكاً، فكل خمس ثوان يموت طفل تحت العاشرة من العمر جوعاً

بالإضافة إلى ما يقارب المليار إنسان يعانون من سوء تغذية شديد، فمنحنى ضحايا الجوع يتجاوز نسبة النمو الديموغرافي. حسب منظمة التغذية العالمية تستطيع الزراعة العالمية إطعام /12/مليار نسمة بكل بساطة، مع العلم أن تعداد سكان العالم/6.7/ مليار نسمة. إذاً حين نقول إن طفلاً مات جوعاً هذا يعني أنه قتل.‏

ماهي أسباب الأزمة؟ بالنسبة لسكان الريف، يبلغ تعداد الذين يحققون الاكتفاء الذاتي بالزراعة /3.2/ مليار نسمة، وهناك عدة حالات مماثلة بنيوية. إذاً ما أسباب الأزمة؟ بداية تحطيم الأسعار الزراعية، قدمت دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية العام الماضي /345/ مليار دولار إعانات مالية بهدف الإنتاج والتصدير الزراعي، إلى حد لاحظنا الخضار اليونانية، الفرنسية، البرتغالية والألمانية في أسواق إفريقية تباع بثلث أو نصف سعر الزراعات المحلية. في هذه الأثناء بذل الفلاح وزوجته وأولاده قصارى جهودهم في العمل لكن لم يحصلوا بالمقابل على مايسدون به رمقهم. كان رياء مفوضي بروكسل شديداً، فلقد دبروا للمجاعة على القارة الإفريقية ونشروا قواتهم العسكرية لاعتراض الناجين الذين يحاولون اجتياز الحدود الأوروبية.‏

السبب الثاني هو بيع الأراضي. فقد تم بيع وإيجار/41/ مليون هكتار من الأراضي العربية الإفريقية لمدة تسعة وتسعين عاماً لمؤسسة Hedye Fumds.ولدول مثل كوريا الجنوبية. ومولت البنوك مثل البنك العالمي والبنك الأوروبي للاستثمار هذه السرقة، بحجة أن المجموعات المالية وحدها قادرة على إعادة إنتاجية هذه الأرض. أما عائلات المزارعين الذين باعوا أراضيهم فذهبوا للعيش في مدن الصفائح حيث نعرف الوضع هناك: المتاجرة بالأطفال، سوء تغذية.. الخ.‏

السبب الثالث: الدين الخارجي: 31 ك1 2009 أحصيت ديون /122/ دولة من الدول النامية ب/2100/ مليار دولار.‏

وبذلك ذهبت أغلب أرباح تلك الدول فوائد للديون. بالنسبة لسكان المدن بحسب إحصاء البنك الدولي يعيش /2.2/ مليار شخص ب/1.25/ دولار في اليوم أي أقل من الحد الأدنى للفقر. وقد تطايرت أسعار المواد الغذائية الثلاثة الأساسية مثل: رز- ذرة- قمح.‏

فقد تضاعفت أسعار القمح خلال عام- فسعر الرغيف ارتفع ثلاثة أضعاف ويمكن تفسير ارتفاع الأسعار بشكل جزئي إلى الكوارث الجوية التي آذن مواسم المنتجين الروس والاستراليين. لكن السببين الأساسيين هما مضاربة البورصة وتطور الزراعات المكربنة/ تحتوي على كربون الهيدروجين/.‏

فمع حدوث الأزمة المالية التفت المضاربون إلى المواد الأولية الزراعية: 37٪ من ارتفاع الأسعار يعود إلى المضاربة. بالنسبة للزراعات المكربنة، مول الأميركيون- في العام الماضي- لتعديل/144/ مليون طن من الذرة ومئات ملايين أطنان القمح.‏

وأكد باراك أوباما هذا التوجه بحجة محاربة التلوث، ولضمان استقلال البترول للولايات المتحدة، هذا الأمر قد نتفهمه، لكن أن يموت طفل من الجوع كل خمس ثوان نتيجة ارتفاع الأسعار يعتبر جريمة بحق الإنسانية.‏

في 22ت1 2010، أعلنت أنجيلا ميركيل ونيكولا ساركوزي عن تقديم /1700/ مليار يورو مساعدة للبنوك، أثناء هذا الوقت، انهارت موازنة برنامج التغذية العالمية من ست مليارات دولار إلى /3.2/مليار، لأن الدول الصناعية توقفت عن دفع اشتراكاتها وفي معسكرات لاجئي دارفور والصومال تم تخفيض الحصص الطعامية اليومية إلى /1500/ حريرة، بينما المفروض أن يكون الحد الأدنى الحيوي/2200/ حريرة للفرد الواحد. لهذا فمن الضروري وضع حد لتحطيم الأسعار الزراعية وذلك بالتوصل إلى قوانين وطنية تحدمن المضاربة في مجال الأغذية الأساسية وإنتاج الزراعات المكربنة، بما يحقق بعض التوازن في تراجع ديون الدول الأكثر فقراً والتي يصل عددها إلى اثنين وخمسين دولة.‏

وكل ذلك يمكن تحقيقه من خلال الديمقراطية التي تضع حداً للعجز.‏

 بقلم : جان زيفلر‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية