كما تزداد عناوين المحاضرات التي تطالبهم بالمبادرة وتحديد الأهداف وعدم الخوف من الإخفاق كما نجد كثيرين يقولون إن افتقاد، أو محدودية، الوسائل التقنية لدى شبابنا بشكل عام هو السبب الرئيس في سلبية دورهم وضعفه، إلا أن جميع تلك الأسباب تضعف حين نرى أن التكنولوجيا الحديثة متوفرة وهي وبمتناول شريحة لا بأس بها من الشباب، ومع ذلك فإن المردود في أداء ممتلكيها غالباً ما هو ضعيف على الصعيد العلمي عن نظيره في أي مكان آخر من العالم. ما يدل أن الأمر أعمق من تقصير الشباب أو توفر وسائل تكنولوجية، إن ما يمكن أن نقول عنه إنه خلل بنيوي في مجتمعنا، و هو خلل ليس الشباب مسؤولين مباشرة عنه، بل أصله تربوي، اجتماعي، ثقافي. وطريقة استخدامهم للتكنولوجيا يؤكد ذلك ويعكسه.
فالقضية ليست امتلاكاً، أو عدم توافر، المقدرة التقنية فقط بل هي أيضاً الافتقار إلى العيش بمقومات وشروط متناسبة وقيم عالم اليوم بالدرجة الأولى ليس على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي فقط، والتي تؤدي دوراً كبيرا في إعداد الفرد المبادِر. فتراعي حاجاته الاجتماعية، والسياسية والنفسية.
واذا عدنا الى المشكلات العامة والموجودة في التقارير الرسمية ونتائج الدراسات الحكومية (والتي تركز على البطالة والفقر إلخ، والتفاوت في تفاصيل وطبيعة وحجم المشاكل) فإننا نجد أن المشكلة الأساسية هي مشكلة بناء الإنسان.