إن تبسمك في وجه أخيك صدقة وكما لا تستطيع أن تصافح الناس وأنت قابض كفك؛ فكذلك لا تستطيع التعامل معهم و أنت قاطب جبينك و قابض ملامح وجهك. فالابتسامة عصا سحرية علينا أن نمتلكها جميعاً... فمن أين لها كل هذا السحر، لنتابع:
تعامل مع إحساسك بوقته
لكل إحساس مكونات ومعرفتك لهذه المكونات يجعلك قادرا على التحكم في أحاسيسك وإذا غيرت مكونات أي تجربة تتغير التجربة نفسها، فيجب التعامل مع الإحساس وقت حدوثه والاستفادة منه, و إذا اعتراك إحساس سلبي ولم تتعامل معه فسوف يظل هذا الإحساس مستمرا ومع تقدم السن تضيف إلى هذا الإحساس ولكن بمجرد تعاملك مع الإحساس وقت حدوثه يتحول إلى مهارة.
تفاءلوا بالخير تجدوه
معنى ذلك أنه إذا كنت متفائلا فإن نتائجك ستكون من نفس نوع أفكارك وهذا هو قانون نشاطات العقل الباطن أي أن الأمر الذي تفكر فيه يتسع ويتزايد من نفس نوع الأفكار الأساسية , فإذا أردت أن تنجح فلا بد أن تغير الأفكار وتفكر بفكرة تساعدك على النجاح، إذا فإن أسلوبك في التعامل مع الحياة يحدد نوع نتائجك وكل الناس يمتلكون القدرة والتفكير والوقت وعليهم أن يبدؤوا بالابتسامة.
تمرين عضلات الوجه
الأشخاص الذين يشكون من أعراض جسدية أو أعراض جسدية وعقلية ناشئة عن اعتلال عقلي يستفيدون بمجرد تمرين عضلاتهم الوجنية التي تجذب زاويتي الفم إلى أعلى ثم تعيدهما إلى مكانهما لتشكيل ابتسامة- مرات عدة في الساعة.
الاسترخاء والابتسامة الداخلية :
لكي تصل إلى حالة الاسترخاء قم بهذه الخطوات:
التركيز.
التنفس (ويكون الزفير أطول من الشهيق , وكلما كان الزفير مدته أطول من الشهيق, يسترخي الجسم أكثر).
إرخاء عضلات الجسم (إبدأ بإرخاء عضلات العين, فالعين بها طاقة كهرومغناطيسية عالية وعندما تستريح العين ترتخي ملامح الوجه وتنخفض الطاقة) ثم ابدأ من إرخاء أصابع قدمك حتى رأسك, وكل عضو تركز عليه وتعطيه أمراً بالاسترخاء, يسترخي.
الاسترخاء الذهني: فكر في مكان تحب الوجود فيه على شاطئ البحر, أو في معسكر في الصحراء, تخيل نفسك فيه, وركز على تفاصيله: لون مياه البحر, السماء الصافية , الرمال الممتدة, وكلما ركزت في التفاصيل استرخى الذهن أكثر . أو فكر في رقم ما و كرره مع الشهيق والزفير ثم استبدله برقم آخر, وهكذا.
التأمل: طف بخيالك في موضوعات تبعث فيك السعادة و الاسترخاء والتفاؤل, تأمل في خلق الله وفي نفسك, وفي آمالك وطموحاتك واسبح مع أفكارك.
يعتبر الصينيون أول من اكتشف هذه الظاهرة البشرية, فعندما تبتسم في وجه إنسان يبتسم لك, وعندما تبتسم لعضو من أعضائك يبتسم لك دون أن تراه, فإنه يدعم هذه الابتسامة وبالمثل إذا كنت تشعر بألم في أي عضو من جسمك وركزت عليه فإنه يزيد من نفس نوعه فإن شعرت بألم وقلت أنا أتألم, أنا متعب جداً فإن ذلك يزيد الألم, بينما إذا ركزت على هذا العضو, وابتسمت داخلك, حتى تشعر أنك تبتسم فإن ذلك يساعد على إفراز محلول جليكوجال الذي يعين على تقليل الشعور بالألم.
الدكتورة سوسن الحكيم -عضو الهيئة التعليمية في جامعة تشرين عضو البورد الأميركي للبرمجة اللغوية العصبية تعتبر أن للابتسامة تأثيراً سحرياً فهي تعطي إطاراً للحديث قبل البدء به فيأخذ الحديث منحى إيجابياً وفعالاً بغض النظر عن الهدف المرجو منه فإن كان سلمياً وودياً أصبح الحديث أجمل وإن كان عتاباً فصار العتاب لطيفاً، وإن كان اختلافاً في الرأي أو صراعاً بين المبادئ فسيكون اختلافاً راقياً يأخذ النتيجة التي نريدها فالابتسامة تحل نصف المشاكل حتى قبل التحدث بها، والابتسامة انحناءة تستقيم بها كل الأمور، وللابتسامة تأثير على الجهاز العصبي اللاإرادي للشخص، فعندما نبتسم فهذا يعطي إيحاء للدماغ بأن الأمور ودودة فالعالم اينشتاين يقول (السؤال الرئيسي في هذه الحياة (هل هذا الكون ودود؟) فإذا تعاملت مع الكون بأنه ودود سيكون جزءا كبيرا مما تحصل عليه إيجابياً، فالابتسامة تعطي إيحاء للدماغ بأن الوضع جيد ومريح ولو كان الشخص يمر بفترة عصيبة ابتسامة صغيرة منه تعني بأن هناك حلاً للمشكلة فالدماغ يفرز مواد اندروفينات تساعد الجسم على الاسترخاء وكلما زادت كميتها نشعر بالسعادة وتتحول الأمور إلى الأفضل وتؤثر على كامل الجسم فيزداد تدفق الدم باعتبار الدماغ الحاكم الرئيسي للجسم، أما عن تأثير الابتسامة في مستويات الطاقة فتضيف الدكتورة سوسن أنه عندما نكون مبتسمين ونشعر بهدوء نفسي تكون طاقتنا أقوى ولو كان الشخص لديه مشاكل فإيجابيته وابتسامته تساعده على حلها بينما لو كان الشخص حزيناً عبوساً فإنه يضيع من دربه الحلول حتى ولو كانت بين يديه.
الوعي بالقدرة هو سر القدرة
توضح الدكتورة سوسن أن الخيار لنا بالتحكم بأمزجتنا لأن (الوعي بالقدرة هو سر القدرة) فعندما أدرك قدرتي على التحكم بمزاجي فهذا يعني أنني أتحكم به فلو كان مزاج الشخص عكراً عليه أن يتحرك لا أن يبقى ساكناً وعليه أن يلتقي بشخص إيجابي أو يشاهد فيلما كوميديا و برامج مسلية فهذا يؤثر إيجابياً على منظومة الدفاع الذاتي لدى الجسم فعندما أبتسم يصبح الجسم أقوى وحالته صحية أكثر حتى بشرة الوجه تصبح أكثر نضارة ويتأخر ظهور الشيب فالجسم وحدة كاملة متكاملة.
اصنع وجهاً سعيداً
تشير د. سوسن إلى أن العلم بالتعلم و الحلم بالتحلم فبالوعي والإرادة يستطيع أن يحافظ الشخص على وجهه منطلقا و بعدها يصبح الأمر تلقائيا و نظام الحياة يصبح إيجابياً وينعكس على من حولنا.
إن أدمغتنا تتذكر أن الابتسام مقرون بكونك سعيداً, وإن بتعمدك الابتسام وسط دموعك يمكنك أن تقنع دماغك بأن يطلق ناقلات عصبية منهضة, مستبدلة حالة مكتئبة بحالة أسعد فعدل مشاعرك وإدراكاتك الحسية وأطلق العنان لابتسامتك.
مراجع:
لغة الجسد تأليف آلن بيز تعريب سمير شيخاني
كيف تتحكم في شعورك و أحاسيسك ؟ د. ابراهيم الفقي