تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قلق الشباب.. كيف نوجهه إلى الشكل الإيجابي؟

شباب
الأثنين 28-2-2011م
آنا عزيز الخضر

القلق حالة طبيعية يعيشها الشباب قد يكون السبب دراسياً، مادياً، نفسياً أو اجتماعياً تنتهي بالشاب، في بعض الأحيان إلى مهاو وأحياناً أخرى قد يكون محفزاً نحو النجاح.

هنا لابد من حضور معطيات متكاملة ومتنوعة توجه هذا القلق إلى مكان آمن، فماذا عن دور الأسرة والمجتمع بمؤسساته وقطاعاته المختلفة؟ وهل يتحمل المسؤولية طرف أكثر من آخر؟ أم إنها تتخذ شكل التكامل بين جميع الأطراف؟‏

هذه اللقاءات حول تجارب ونماذج وحالات يتجه فيها القلق إلى شكل إيجابي، مثلاً الشابة ثراء إبراهيم تعوّل على أسرتها بإنقاذها من القلق الذي عاشته فتقول: رافقني القلق لأسباب عديدة، لم أتمكن من متابعة دراستي بسبب معدلات القبول، ولم أتمكن من الالتحاق بجامعة خاصة لأسباب مادية، لذلك سيطرت علي هذه الأحاسيس لفترة وشعرت بعجزي عن تحقيق ذاتي كشابة لكني أسعى لتطوير نفسي ومهاراتي بمساعدة أسرتي علني أجد عملاً يناسب ما أتابعه من دورات وهذه محاولة مني لتأهيل نفسي وقد تنقلت بين أكثر من عمل مؤقت أسعى وأحاول ولا أقف مكتوفة اليدين وأسرتي تساعدني في هذا السياق وتشجعني لكن ماذا عن مسؤوليات المجتمع تجاه الشباب في هذا السياق؟ وهل تحضر المشروعات والبنى التي تستوعب الشباب فتحول قلقهم إلى حالة تفعل فيها طاقاتهم واضعة إياها في المكان الصحيح؟ تحدثت عن ذلك الشابة راما قنواتي إعلامية في عدة مشروعات تعنى بالشباب فقالت: لابد من الاعتراف أن القلق عند الشباب هو حالة مشروعة لأي شاب تجاه مستقبله ونفسه وهويته فهو عندما يعرف أي الخطوط التي عليه أن يسلكها ثم يعرف ماذا يريد وكيف يصل إلى ما يريده عندها يتخطى حاجز القلق وبالتالي على المجتمع أن يساعده هنا ويقدم له الخيارات كأن يتيح له الفرصة كي يدرك رغبته في الدراسة وفي العمل حتى إنه يمكن توجيه الشاب إلى المشروعات الصغيرة إذ يتجه القلق الشبابي إلى الاتجاه الصحيح عندما يتحول الشاب إلى شخص منتج وبذلك يتجاوز مشكلة قد تكون كبيرة في حالة العكس وباعتقادي أن أهم شيء بالنسبة إلى الشاب أن يتاح له الاطلاع على تجارب الآخرين ما يكسبه الخبرة الصحيحة بآلية التعامل مع هذا القلق، أما المسؤولية هنا فتتوزع على محاور عدة أولها الأسرة ثم المؤسسات والمشروعات التنموية والمشروعات الأخرى التي تقدم النصح والمشورة وتساعدهم على التعرف على الواقع العملي بشكل دقيق وهناك مشروعات حاضرة على أرض الواقع وإن لم تتمكن من تغطية شرائح واسعة من فئة الشباب لكن لابد من أن تصل إلى سد الثغرة إن واصلت ما تقوم به لأن التجارب التنموية مازالت جديدة على مجتمعنا.‏

ولابد من أن أذكر هنا أن إهمال الجانب الإعلامي والإعلاني للتعريف بوجود هذه المشروعات يقلص من حضورها وتأثيرها الأوسع، وبحكم عملي فقد عايشت عن قرب العديد من المشروعات مثلاً: «الأمانة السورية للتنمية» والتي تضم مشروع شباب- مسار - فردوس- روافد وغيرها فهي مشروعات متميزة في استيعابها للشباب في مجالات واسعة بدءاً من التوعية بضرورة التنمية إلى مساعدتهم بحل مشكلاتهم وإقامة دورات تأهيلية متعددة ودورات ريادة الأعمال وكيفية تسويق أنفسهم وتقديم سيرتهم الذاتية وهكذا وكلها بشكل مجاني فهي مشاريع نموذجية بحق ومفيدة ومهمة لكنها تحتاج إلى وقت أطول لتوسيع دائرتها وتأثيرها واستيعاب أعداد أكبر، فهي تجسد المسؤولية العامة بتأمينها معطيات يمكن للشاب أن يلجأ إليها لتجاوز قلقه المشروع ثم يتحول إلى شخص فعال بحق.‏

وبدوره تحدث الشاب علاء الخشي عن تجربته الشبابية ضمن مشاريع شبابية متعددة فقال: بعد الثانوية العامة واجهت قلقاً كبيراً بسبب الدراسة ولم أتمكن من متابعة دراستي التي أرغب بها، وهي معهد الموسيقا وذلك بسبب ظروفي المادية التي فرضت علي العمل، لكن عن طريق مشروع شباب وهو مشروع غير ربحي تمكنت من أن أحقق بعضاً مما أريده وصرت أتابع ورش عمل حول الإعلام ثم المسرح التفاعلي فاكتسبت مهارات جديدة وبنفس الوقت قدمت أثناء العروض مشكلات تخص أبناء جيلي إن كان في فرص العمل، أو هجرة الشباب وغيرها.‏

وأذكر هنا أن هذه المشاريع تطور مهارات التواصل والإلقاء والمقابلة وكيفية التعبير عن الذات وذلك عبر ورشات عمل ينجزونها شهرياً وفي مواضيع متعددة، كما أنها تحاول ربط الشاب مع المجال الذي يهتم فيه وقد تابعت فعاليات واسعة في هذه المشاريع إلى أن أصبحت مدرباً أقدم معلوماتي لأقراني الشباب في عدة مجالات.‏

كما شاركت في «شبكة تثقيف الأقران» وفكرتها التعلم بالرفاهية وآليتها أن أعلم اثنين منهم والاثنان يعلمان آخرين وهكذا، وبالفعل ودون مبالغة فقد تحول القلق الذي عشته وكدت أن أفقد الثقة بنفسي بسببه إلى حالة أبادر بالفعل الإيجابي تجاه أقراني من الشباب بدلاً من أن أكون عالة على محيطي، وأتمنى أن تتسع هذه المشاريع حتى تستوعب أكثر وأكثر من الشباب وأذكر هنا أنه في أواخر السنة الماضية كان المشروع قد استوعب 100.000 شاب مستفيد وهذا كله دون مقابل.‏

أما الاختصاصي الاجتماعي عيسى شعبان فقال:‏

القلق أكثر صفة يعيشها الشاب فلديه قلق تجاه المستقبل، تجاه الغموض في حياته، قلق نتيجة تضارب الواقع مع طموحاتهم والتخبط المهني وغيره.. وبالمقابل تغيب الأسس والقواعد والبنى التي تعنى بشريحة الشباب بالشكل المناسب وخصوصاً أن الشاب بحاجة ماسة لأن يكون مجارياً للتطور الحضاري ولابد من التحذير هنا بأن القلق يؤدي إلى الانحراف إذا لم يوجه بالشكل الصحيح ومسؤولية ذلك متكاملة مابين الأهل والمدرسة والمربين، ما بين الحكومة والمجتمع الأهلي والمؤسسات الإعلامية وحتى الثقافية وأذكر هنا أن دور المراكز الثقافية قد تراجع بعد أن تخلت عما يجذب ويشجع الشباب، أيضاً نجد أن المجتمع الأهلي لم يأخذ دوره بالشكل المطلوب وقليلة هي الجمعيات الأهلية التي تعنى بإقامة دورات تأهيلية وبأجور رمزية للشباب، بالمقابل يهتمون بجانب الإحسان إذ من المفترض أن نحسن استثمار القلق بوجود آليات ومؤسسات تستقطب الشباب وتحول قلقهم إلى المكان الصحيح.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية