تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لمواكبة المناهج الجديدة ..مسؤوليات جديدة على عاتق المعلم جراء التطورات المشهودة

شباب
الأثنين 28-2-2011م
براء الأحمد

< في الوقت الذي نرى فيه أن مهمته انتقلت من ناقل للمعلومات إلى ميسر لها، نجد أنه لابد من إعادة النظر في طرائق تدريب هذا المعلم ليتمكن من مسايرة التطور من جهة وتطبيق المناهج الجديدة التي تحتاج إلى مهاراته أكثر من أي وقت مضى.

ولهذا كانت الدورة التدريبية التي أقامتها كلية التربية على مدار ثلاثة أيام والتي تعتبر الأولى لما حملته بين دفتيها من أهمية والتي أكدت على ضرورة تطوير التربية العملية بما يواكب المناهج الجديدة والمستجدات التربوية في وزارة التربية.‏

إعادة تأهيل‏

لم تعد مهمة المعلم إلقاء المعلومات وإنما أصبحت تكوين العقول القادرة على التفكير والإبداع، هذا ما أكدته الدكتورة أسما إلياس وأضافت: إن الهدف الأساسي من هذه الدورة تزويد مشرفي التربية العملية بأهم القضايا الأساسية المتعلقة بعملية التعليم وأعضاء الهيئة التدريسية وتدريبهم على الجانب العملي للعملية التدريسية وتوجيههم حسب الاختصاصات الموجودة في كلية التربية ك (معلم الصف، رياض الأطفال، دبلوم تأهيل تربوي، تربية وتخطيط، علم نفس..).‏

ولهذا سيكون فيها إعادة تأهيل للمشرفين الذين سيشرفون على طلبتنا (طالب معلم) الذي هو مشروع ليكون معلماً أو مدرساً في مراحل التعليم كافة بدءاً من رياض الأطفال مروراً بمرحلة التعليم الأساسي (الحلقة الأولى والثانية) والتعليم الثانوي ونحن نزودهم بأهم المستجدات الأساسية.‏

تعديل المناهج أحد الأسباب‏

هذا السبب الأول أما السبب الثاني فتضيف د. إلياس: إن وزارة التربية قد عدلت مناهجها ولهذا كان لابد من إعادة النظر بطرائق إعداد المعلم من جهة والطرائق التي سيستخدمها المعلم مع تلاميذه ولاسيما إذا عرفنا أن هذه المناهج تعتمد على المهارات وليس على الحفظ وعلى طرائق التفكير، فقد تغير نمط الاستراتيجيات المستخدمة في الصف وكان لابد من تدريب المعلمين عليها.‏

معايير جديدة‏

ورداً على سؤالنا حول المعايير التي سيتم تقييم المعلم من خلالها أجابت: في السابق كنا نعد المعلم نظرياً خلال السنوات الأولى والثالثة والرابعة يتم توجيهه إلى الميدان للتطبيق العملي وحالياً لم يعد كافياً تقييمه في ضوء المعايير القديمة ولابد من وضع معايير ومؤشرات جديدة للمعلم لإعادة النظر في تقويم هذا المعلم.‏

ولدينا أكثر من أسلوب منها (بطاقة الملاحظة) وكانت أعمال الورشة الأولى حول كيفية إعداد بطاقات الملاحظة للطالب المعلم بإشراف مجموعة من الأساتذة الخبراء في الكلية وتم تدريب المتدربين على إعداد بطاقات الملاحظة الصفية ومهارات تخطيط الدروس وتنفيذها وتقويمها.‏

وفي بطاقة الملاحظة يمكن أن يدون المشرف ملاحظاته على المعلم سواء الجوانب الشخصية أم الطرائق التي يستخدمها وكيفية دخوله إلى الدرس وكيف يشارك المعلمين وكيف يقيس مهاراتهم..) وكلها جوانب مهمة بدأ المشاركون بوضعها لتكون معايير أساسية بعد أن تصوب بحيث تؤخذ آراء المجموعة ولابد من إضافة النقاط الأساسية التي يجب أن نقيسها في ضوء التحديث التربوي برمته وليس المناهج فحسب وستؤخذ بعين الاعتبار هذه النقاط عند تدريبهم للمعلمين.‏

عرض نماذج من المناهج الجديدة‏

وفي الحوار الثاني تم عرض نماذج للتربية العملية في ضوء تطوير المناهج في وزارة التربية حيث عرض الموجهون الأوائل في وزارة التربية نماذج من المناهج الجديدة بعد أن تم توزيع المتدربين إلى مجموعات حسب الاختصاصات بإشراف أساتذة كلية التربية.‏

ملف الإنجاز‏

وطريقة أخرى تحدثت عنها د. إلياس لتقويم المعلم غير بطاقة الملاحظة وهي «ملف الإنجاز» الذي ستجمع فيه أعمال المعلم خلال فصل كامل أو فصلين ومراقبة تطوره وتقدمه في هذا المجال إضافة إلى هذا سندربهم على كيفية تدريب الطلبة في الكلية وكيف سيستخدمون ملف الإنجاز بتقويم الطلاب بدلاً من الاعتماد على الاختبار الوحيد في تقييم الطلاب والمتبع حالياً.‏

مهارة استخدام الوسائل‏

ومن النقاط الضرورية كيفية استخدام الوسائل التعليمية في تحقيق الأهداف التعليمية ومعرفة الوسائل التي يستخدمها المعلم في كل درس ومعرفة متى نقول إن هذه الوسيلة هي الأفضل وحسب عمر الطالب، حيث توجد نظرة شمولية عن الوسائل بدءاً من الخبرة التي يستخدمونها وانتهاءً بالتكنولوجيا التي يضعها.‏

مستجدات تربوية لا تحتمل التأجيل‏

وتضيف: إن هذه الدورة جديدة في نوعيتها ويخطط لها منذ عام وكنا نقوم في السابق بدورات تدريب وبصورة دورية من لقاءات أو اجتماعات فصلية ولإعطاء التوجيهات والترميم في الواقع، ولكن أن تكون دورة تدريبية وبشهادة وبوجود خبراء هذا يكون للمرة الأولى والسبب وجود مستجدات تربوية لا تتحمل التأخير إضافة لهذا حاجة المناهج الجديدة لمعلمين متدربين وتطبيق ذلك على أرض الواقع لمعرفة الصعوبات وتذليلها.‏

خريج التربية لم يجد صعوبة‏

وتشير إلى نقطة مهمة هي أن خريج التربية (معلم صف) وبشهادة أساتذة التربية لم يشتك من المناهج الجديدة وانطلق مع التجديد ولم يجد صعوبة في التعامل معها والسبب أن لديهم الأفكار النظرية عنها من خلال ما مر معهم في كلية التربية والآن سنحت الفرصة لهم لتطبيقها على أرض الواقع.‏

وللمشرفين والمتدربين رأي‏

أ- وفاء سليمان عضو تأليف مناهج وتقوم حالياً بتحضير دكتوراه في رياض الأطفال وهي مشرفة على مادة التربية العملية للسنة الرابعة (تعليم نظامي- رياض أطفال) تقول: موضوعات الدورة ومفرداتها تساعدني على إعادة بناء طريقة عملية تحضير دروس الطالب المدرس المتدرب وكيفية اعتماده هو بدوره على تحضير دروسه وفق المنهجية الجديدة والتي تتوافق مع مسار المعايير الوطنية التي وضعتها وزارة التربية وتتوافق مع الاتجاهات البحثية التي تجعلنا نغير طريقة طالب البحث من أن ينقل ذهنيته من العملية التلقينية إلى العملية التعليمية ويراجع صياغة أهدافه ووضع رؤية جديدة.‏

تقديم المعرفة لأجل البحث‏

ومهمته ميسر للمتعلم وللطالب لأن يفكر ويستكشف طرائق للتفكير ويحاول تقديم المعرفة من أجل البحث ولتدريبه على الحصول على المعرفة وصولاً إلى بناء المعرفة ولهذا على الطالب المدرس أن يعلم التلاميذ كيف يتعلمون ويضعون استراتيجية لعمليات التعليم وكيف يصلون إلى التعلم الذاتي وإلى أن هذه المعارف ليست إلا أدوات ومفاتيح للبحث.‏

المعايير الوطنية‏

وتشير أ. سليمان إلى الدليل التدريبي وهي عضو في إعداد هذا الدليل والخاص بمدربات رياض الأطفال إلى أنهم بدؤوا به انطلاقاً من المعايير الوطنية حيث قالت: استمد الدليل مفرداته من مصدرين الأول المعايير الوطنية المبنية على أهدافنا وسياستنا ومن هو الإنسان الذي نستهدفه والمصدر الثاني كان مبنياً من الواقع في رياض الأطفال بكل مستوياتهم المادية (خاص وعام) وبيئاتهم المختلفة وصولاً إلى أفضل روضة.‏

وبعد تقييم الميدان وضعنا خط البداية وحاولنا بناء دليل يتناسب مع البيئات السورية والمستويات الاجتماعية لأن دور المعلم برياض الأطفال أكثر دقة منه من دوره في مراحل التعليم الأساسي بسبب عدم وجود منهاج نهائي لرياض الأطفال والمعلم هنا باحث وعليه بشكل مستمر أن يكون هكذا وأن يتدخل بالأنشطة الموجهة للأطفال لأننا في رياض الأطفال لا نعمل على منهاج كامل متكامل ونعمل على تنمية مهارات وتحضير لمرحلة التعليم الأساسي.‏

التعلم النشط والذاتي‏

المشرف نايف دحدل أستاذ محاضر في كلية التربية قال: الأهداف الموجودة في الطالب سوف نطبقها ونحاول معرفة كيفية تطبيقها، فقد تغير دور المعلم من ناقل معلومات إلى مهندس سلوكي يتوجه إلى الطالب وميوله واهتماماته والتي من خلالها يبدأ التعلم النشط أو التعلم الذاتي وبهذه المنهجية الجديدة سوف ننفصل نهائياً عن التعلم القديم الذي كان سابقاً ولابد من ممارسة تطوير العملية التعليمية وتطوير ميول الطالب والذي سوف يدرس برغبة أكثر عند اتباع الطرق الحديثة بعيداً عن الطرق القديمة.‏

أهم المقترحات‏

- اعتماد طرائق وأساليب تتناسب مع طبيعة المادة والأخذ بمبدأ التعلم الوظيفي من خلال ربط المحتوى بالحياة وزيادة فعالية المتعلم.‏

- التحدث باللغة العربية المبسطة أثناء إعطاء الدروس وفي المواد الدراسية المختلفة والعمل على دمج التكنولوجيا بالتعليم من خلال التوظيف الجيد لهذه التكنولوجيا وفق متطلبات المناهج التربوية الحديثة في وزارة التربية.‏

- اعتماد طرائق تفاعلية كشفية واستراتيجيات التعلم النشط لمساعدة المتعلم على التعلم الذاتي وتنمية التفكير.‏

- عقد دورات تدريبية تخصصية لكل تخصصات التربية العملية ودورات خاصة بدمج التكنولوجيا بالتعليم في التخصصات المختلفة.‏

- الإشراف المباشر لأستاذ طرائق التدريس التخصصية على مشرفي التربية العملية عبر اجتماعات دورية تحتسب من نصاب أستاذ طرائق التدريس.‏

- إعداد دليل لمشرفي التربية العملية تخصصي لكل من معلم الصف ورياض الأطفال والمناهج وتقنيات التعليم ودبلوم التأهيل التربوي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية