تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هــم الرجــال..!!

الجولان في القلب
الأثنين 28-2-2011م
فراس الطالب

لا يمكن فصل الحالة النفسية التي يمر بها أبناء الجولان عن وضع الاحتلال البغيض الجاثم على صدورهم، ذلك الاحتلال الذي يمارس جرائمه الشنيعة تحت جنح الظلام تارة، وفي وضح النهار تارة أخرى غير مكترث بالقوانين والأعراف الدولية.

يشعر أبناء الجولان بأن الظلام هو اللون المهيمن على لوحة حياتهم، ويرون أصابع الاحتلال الإسرائيلي السوداء تلقي ألواناً مؤلمة من الحلكة والعتمة لتزداد اللوحة مأساوية فهذه هي طبيعة المحتل الصهيوني في محاولة يائسة منه لقتل جمرة الإصرار على التخلص من الاحتلال في نفوس أبناء الجولان.‏

هذه الحالة النفسية التي يمر بها جموع مواطنينا في الجولان ما هي إلا انعكاس للحالة المعيشية والظروف الحياتية القاسية التي يفرضها الاحتلال الاسرائيلي عليهم، فالنفس الإنسانية في خاتمة المطاف وتر حساس ينشد صوتاً يشير إلى مكنون القلب والوجدان ولكن يقابل هذه الحالة عزيمة قوية لمواجهة هذا الاحتلال الذي سيزول لا محالة...‏

هذه العزيمة التي تهتز فرحاً إذا وجدت النفس منشرحة الصدر وتصدر أنيناً خافتاً سرعان ما يصبح هادراً إذا ضاقت عليه الأرض بما رحبت ووجدت نفسها تتقلب في قضبان القهر والألم.‏

لكن هذه الحالة النفسية لم تخيم على العقول والقلوب ليلاً لا ترقب الفجر من بعده لأن أبناء الجولان لم يستكينوا للواقع المؤلم, بل ظلوا يسعون دائماً للتخلص منه، ولم تلن عزائمهم وهم يواجهون آلة البطش الإسرائيلية، تلك الآلة التي لا تتقن إلا زرع الدمار والهلاك والموت في كل مكان تتحرك فيه أو تصل إليه.‏

كان هناك عصر يسمى عصر الاحتلال، جثم على صدور أبناء الجولان بعد عدوان الخامس من حزيران عام 1967 وقلنا: (كان هناك) لأننا واثقون أن وضع الجولان وبقاءه محتلاً لن يطول لأن شمس الحرية ستشرق فوق ربوعه الطيبة وقريباً جداً.‏

في ذلك العصر كانت شمس الحرية غارقة في قبضة الفوضى فالصراع بين النور والظلام صراع مرير منذ الأزل، وسيستمر هذا الصراع مادام هناك أناس تخلوا عن الضمير الإنساني وانتهكوا الحقوق واعتدوا على الآخرين مثل ما يفعل صهاينة اليوم يقابلهم أناس أحرار لا يسمحون للباطل أن يهزم الحق ويصرون على الدفاع عن وجودهم وأرضهم كما يفعل أبناء الجولان اليوم ومهما طال أمد هذا الصراع فإن الغلبة فيه ستكون للحق وسيسقط الباطل مذموماً مخذولاً.‏

المستعمرون الذين عاثوا فساداً خلال وجودهم في الأرض العربية اندثروا وظلت الأرض العربية تكتب بحروف العزة نشيد الحرية ولم يكن لهم مكان إلا في الزوايا المظلمة من التاريخ، والعنصر العربي الخير الذي أراد المستعمر له أن يكون مغيباً عن نشيد النصر حضر ليهتف بهذا النشيد معلناً أن أمتنا العربية لن تموت.‏

ولكي لا نرمى بتهمة الابتعاد عن الواقع والاستكانة لعواطف التاريخ البعيد منه والقريب نقول: إن فترة المد القومي التي عرفتها الأمة العربية خلال فترة خمسينيات وستينيات القرن الماضي، عادت اليوم ومركزها سورية الممانعة والصمود التي لا تلين لها قناة في دفاعها عن الحق العربي.‏

رجال الجولان يرون حالة المد القومي وقد طغت أمواجها منطلقة من جديد، فتزداد عزائمهم اشتعالاً ورجال الجولان هم صانعو النصر وهم الذين سيكتبون ملحمة عودة الجولان إلى سورية العزة والكرامة.‏

Ferasart73@hotmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية