تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مصاطب زراعية للدراسة.. و«شوال أبو حز أحمر» لدرء المطر

الجولان في القلب
الأثنين 28-2-2011م
سوسن خليفة

كانت مدرستنا زراعية مساحتها 100 دونم وقمة النشاط أن يأخذ كل طالب قطعة أرض يتبارى في زراعتها بالخس والفجل والبصل ونتباهى من خساته أكبر وبصلاته أنضج، عن هذه المباراة حدثنا الحاج نصر 65 عاماً وكيف كان الطلاب يدونون على اللوحة الخشبية أسماءهم ونوع الزراعة التي يزرعونها،

ويضيف: أتذكر أمي المعطاء التي تعمل على مدار ال 24 ساعة، تستيقظ باكراً لحلب البقرات والغنمات وبعد ذلك تضع الحليب في الصينية حتى يرقد وجهه ومن ثم تجلب الكربوجة وهي عبارة عن رغيف خبز سميك- وتغمسها في الحليب وتضع الأرغفة فوق بعضها البعض، وعادة يكون عدد الخبز حسب عدد أفراد العائلة ومن ثم تودع البقرات للرعي وتعود لتنظيف الإسطبلات ونقل القمامة إلى المزبل وهو عبارة عن حفرة يوضع فيها الزبل لمدة 20 يوماً أو شهر ويتم جبلهم مع القش لعمل الحابون التي تدعى أيضاً بالجلة التي تستخدم للوقود .. ويتذكر نصر قريته الوادعة في الجولان الحبيب الغنية بمياهها وأرضها الخصبة، ويقول: كنا أربعة أشخاص من القرية الذين استطاعوا أن يتعلموا في المدينة حتى الصف التاسع ولا أنسى طريق الكروسة - أي الزفت- الذي نمشي عليه ذهاباً وإياباً ونشاهد في طريقنا إلى المدرسة النسوة وهن يحملن الحطب ونستقبلهن بالهتاف التالي: الحملة قد النملة.. والبرغوث ما بيحملها.. وكنا نقول هذه الكلمات للحملة الصغيرة حتى نشجع النسوة على زيادة الكمية .‏

ومن الصور التي لا تزال في مخيلة نصر التكافل الاجتماعي فالناس يحبون بعضهم وهناك أسر تزرع مدين من القمح.. ولا يوجد من يحصد لها.. في هذه الحالة يقوم الحصادون بحصد محاصيل هؤلاء قبل الانتقال إلى أماكن أخرى.‏

وهذا ما يعرف بالعونة وفي نهاية الحصاد تقام حفلة الجورعة ويشارك فيها الجميع وتتضمن الحلويات والطعام احتفاء بنهاية الحصاد، وتعد الجورعة صورة من صور التكافل الاجتماعي ، إذ- يجتمع أهل القرية على مائدة واحدة يغنون ويدبكون كباراً وصغاراً ابتهاجاً بنهاية الحصاد.‏

ومن العادات السائدة تبادل المحاصيل فمن يزرع القمح يعط من ليس لديه قمحاً وهكذا.. الخ‏

ويحدثنا الحاج نصر عن أيام الشتاء الممطرة في قريته وكيف يتوجهون في اليوم المشمس إلى المرعى مع قطيع المواشي، أما المظلة أو ما يدعى بالشمسية في تلك الأيام التي تقي من المطر فهي عبارة عن كيس يسمى شوال أبو حز أحمر يتم وضعه على الرأس بعد أن يتم تحويله إلى شكل الشمسية عن طريق توحيد جهتي الكيس بجهة واحدة حينها يصبح شكله مثل الطاقية الكبيرة وعنها يقول العم نصر: نضع رأسنا في القرنة والشوال ممتد على الأرض.. إنها أيام جميلة نتمنى عودتها رغم بساطة الحياة مقارنة مع ما نعيشه اليوم من تطور وتكنولوجيا، ولكن يبقى لتلك الحياة سحرها الخاص وأرضها الطيبة التي نشتاق إليها ولا ننساها وننتظر لحظة اللقاء بكل شوق وحنين.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية