تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تنمية من قلب احتياجات الوطن

مجـتمع
الاثنين 8-1-2018
لينا ديوب

ربما لم تنته المعارك، لكن هدأت وخفتت أصواتها في الكثير من المدن والبلدات، وها هي الحكومة تتحرك إلى دير الزور وحلب، وغيرها للعمل على اقلاع الحياة الاقتصادية والخدمية بكل جوانبها، ومع استمرار صمود شعبنا ومع تقدم جيشنا البطل في وجه الإرهاب يمكن لنا الكتابة عن مستقبلنا وكيف سنعيد بناء مجتمعنا وإنساننا.

وإن كان الحديث عن التنمية قبل الحرب يركز على تمكين الانسان للمشاركة، فإنه اليوم يجب أن يترافق بسياسات وبرامج تطبيقية مع إعادة الاعمار، وإن كان الجميع يردد عبارة: (إعادة اعمار ما دمرته الحرب في الاقتصاد سهل، لكن الصعب هو علاج ما دمرته بالإنسان)،فإنها عبارة واقعية ، ما يدفعنا للتركيز على الحديث عن مفهوم التنمية المتمركز حول الإنسان والتي تسعى لبناء انسان ليس فقط معافى من آلام الحرب وإنما منافس في مجال العلم والعمل، أي أنها عملية ارتقاء الإنسان و ازدهار لمجتمعنا من أجلنا نحن أفراده، ما يعني أن عملية التنمية التي ننشدها تهدف إلى تحسين مصير الأفراد.‏

اذا كانت التنمية عملية مفتوحة تتفاعل مع الثقافات الأخرى، وتقتضي التعاون مع منظمات الأمم المتحدة والاتفاقيات التي صادقنا عليها، الا أنها يجب أن تكون مرتبطة بخصوصيتنا و تطلعاتنا وخياراتنا وقيمنا، وأن تراعي الأبعاد الاقتصادية والإنسانية والأخلاقية وتحقق التوازن والتوافق بين الإنسان والطبيعة، وأن يكون الشعب مساهماً ومشاركاً في القرارات المتعلقة بالتنمية كأحد الشروط الأساسية، ليس فقط لنجاح الخطة الاقتصادية ولكن أيضاً لذاتية التنمية والازدهار الإنساني.‏

وعليه لابدّ من التوجه لكل منطقة بعينها، حيث يوجد مناطق تضرر فيها التعليم أكثر من غيرها، ومناطق تضررت البيئة والمحاصيل الزراعية، ومناطق استنزفها النزوح ، فكل منطقة تدرك نقاط الخلل وتتلمس الاحتياجات الأساسية للنهوض، ربما تشترك جميع مناطق بلادنا بالتركيز على أولوية التعليم خاصة بعد الخسائر التي مني بها هذا القطاع الأساسي، ولأن العنصر -الإنسان- أساسي في عملية التنمية وانتشار هذا المفهوم.‏

يجب أن يكون التركيز على الموارد البشرية في كل برنامج وسياسة للحكومة، مع الموازنة بين مختلف جوانب النهوض، فهي ليست عملية عفوية، وليست نتيجة للاجماع على المصلحة العامة، ولا تختزل بتحقيق نماذج ابتكرها بعض الخبراء سواء المحليين أو القادمين عبر المؤسسات الدولية، وإنما هي مشروع متكامل يسعى ويعمل لسد الفجوة بين المطلوب والواقع بطريقة علمية مخططة، نابعة من قلب احتياجات الناس، وبحركة مجتمعية منظمة قابلة للمتابعة والمساءلة وهذا ليس بالعمل المستحيل وإن كان يحتاج للجهد والمثابرة، ولن نبدأ من فراغ أو من الصفر، ففي جميع الوزارات توصيات لدراسات أنجزت قبل الحرب، يمكن البناء عليها دون الإنكار أن الحرب غيرت الكثير من مؤشراتها.‏

إن بناء مجتمعنا اليوم هو بالعمل على تحقيق تنمية هدفها بناء مواطن قادر على المشاركة في مناقشة وحل قضاياه بإعمال العقل، ومنطلقة أيضاً من الانصات لصوت الناس واحتياجاتهم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية