تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هواجس متداخلة

عين المجتمع
الاثنين 8-1-2018
غصون سليمان

قد لا تبدو الكلمات معبرة ولا مسعفة ..وقد يتعب مشوار العمر في ترحيلها..بين غصة في الحلق وأخرى في الضمير..هكذا تضيق مساحة الحلم بين حسرة الآخ والآه متسللة خلسة من نوافذ الروح إلى متاهات الحياة.

لم يعد هناك شيء مغر في قائمة الأهداف والطموحات كما كنا نحلم بها من ذي قبل.فالرؤى متباينة والأولويات تغيرت وتبدلت بين إشراقة مستقبل عصفنا له ومازلنا كل ما تيسر من قدرات وإمكانات وفسحة آمال نقول عنها ربما سعيدة..وبين السعي اليومي الآني المتراكم لتمرير اليوم و النهار بأقل الضغوطات النفسية والمادية.‏

لنجد كيف أن جعبة الأيام اصبحت مثقلة بالتفكير والهموم وحصاد المزيد من سراب الوهم حسبناها في لحظة ما انها حقيقة وبمتناول ما نصبو اليه.‏

هي هواجس نستسلم أو لا نستسلم لها ذلك يعود لنوع المطاردة وعوامل النفس الداخلية التي تعكس خباياها وآثارها على تفاصيل مرآة الوجه الذي يتقاسم في تفسيره عيون ووجوه أخرى قريبة او بعيدة،محبة او عكس ذلك.‏

بالنهاية ملامح وجوهنا لم تعد قادرة على ستر ما لم نحب أو نرضى إلا ما ندر. أصبح الأمر خاضعا لمعادلة الحياة المتقلبة،المتبدلة،المتلونة،وفق الرغبة والأمنية والاهتمام والضرورة و الحاجة .‏

أعباء إضافية لم تعد من اختصاص الكبار في تحملها وإنما أضحت متلازمة لصغار أصابت طراوة قدهم وهدوء حياتهم صدمة قاسية خطفت من براءتهم ويفاعتهم تلك الخصوصية.. لم تعد تغريهم لعبة طابة في الحارة ,أوباحة المدرسة أو حتى ملعب المجتمع .‏

كثيرون من هؤلاء صفقوا للحياة الطارئة باتجاه آخر.طرقوا ابواب العمل وانخرطوا في مساحات التشرد والتسول واستغلال من مات ضميرهم في سبيل جمع المال.‏

تبدلت روزنامة حياتهم وسارت في زواريب البحث عن يد حانية تمسح دمعة عين مقهورة.وتستر لقمة دافئة تقي الاحشاء من وجع الشهية..معيلون صغار لعائلات كبيرة في مطارح كثيرة ليعلن البؤس عن نفسه.‏

ايام طارئة مستوردة ،في وحشيتها ،قسوتها،ظلمها،أشعلت بعباءتها السوداء كل شيء ،وأسدلت الستارة المثقلة بكل أوزار الكون كي تجثم على صدور السوريين ما أمكن .لكن إذا ما طوى الزمان فتور العزيمة لبعض الوقت..لكن صولة الارادة لابد أن تنتفض وترمي عن كاهلها متاريس الاوهام .حين ينتصر المرء حبا بإرادة الحياة وبقاء الوطن وبناء الآمال والأحلام .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية