تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رأي.. هل المبدع ضمير أمته ورائيها..؟

ثقافة
الاثنين 8-1-2018
ديب علي حسن

للحظة والتو، وربما إلى أجيال ستبقى رائعة أمل دنقل ملء القلب والسمع والبصر، يصرخ: لا تصالح، ويبقى السياب على شط الخليج: ياواهب اللؤلؤ والمرجان، يدوي، ويرد الصدى: لست بذلك، أنا واهب الموت والقتل والدمار، وهل كانت أنشودة غير ذلك..

ويبقى سليمان العيسى حالما: أنا شاعر الحلم، لكم الغنم، ولي الحلم، ومدن الملح التي أنهارت واحدة تلو الأخرى، وقس على ذلك كثيرا، أليس هؤلاء المبدعون رواد الرؤى، أليسوا بعيني زرقاء اليمامة؟‏‏

‏‏

كيف كانوا يقرؤون اليوم والغد، ويفردون جناحا للطيران إلى الاستشراف. أليس من حقنا أن نسأل, وأن نعرف، وربما البحث عن إجابة، أو على الأقل محاولة ذلك؟ ؟‏‏

لا ندعي أننا قادرون على ذلك، لكن المقارنات تكفي وحدها للدلالة على أن الأرض اليباب الآن وربما غدا وبعده، هي في عقول الكثيرين ممن تلبسوا الإبداع، ولم يتلبسهم، ممن تزينوا به و وليتهم بقوا عند حدود الزينة، لكنهم صالوا وجالوا، قرروا ونفذوا، ومن قلة الرجال نادوا الديك (....).‏‏

‏‏

ما يعصف بالوطن العربي من خراب، جله ممن أفسدوا الكلمة، أدعياء ثقافة وفكر وإبداع، رجال دين شوهوا الإيمان، عجز ثقافي وفكري، وتنويري إلا بالشعارات الرنانة التي خذلتنا منذ منتصف القرن الماضي، لاأحد من المفكرين والكتاب والمثقفين، بريء منها ومن تبعات ما جرى ويجري.‏‏

مجرد مقارنة‏‏

ربما من المنطق أن نذكر بأحمد شوقي وحافظ إبراهيم، وعمر ابو ريشة، وابراهيم طوقان، ونجيب محفوظ، وبدوي الجبل، ومن في القائمة الطويلة من مبدعينا، ونعترف أنهم فعلا وليس من باب التشاؤم آخر أجيال الأبداع، طبعا مع الكثيرين ممن لم يتسع المجال لذكرهم، كانوا ضمير الأمة بلحظة الانعطافات الكبرى، لم يضلوا السبيل يوما ما، لم يغرهم مال الخليج، ولم تكن عيونهم على جوائز عابرة هنا وهناك، وعلى وقع بوصلة منحها يتجهون..‏‏

اليوم، تتمنى أن تجد الكثير من الاسماء التي تحفر مجرى عميقا في الوجدان، تترك أثرا يبقى خالدا و تعيش نبض اللحظة والحياة، تكتب همومنا، أوجاعنا، يومنا غدنا، تدون آلامنا، وما اشدها، وأبعد غورها، وهل يمكن لأي كاتب مهما كان ابن الترف ألا تكتوي حروفه بنارنا..؟!‏‏

الغريب في الأمر أن الكتاب الذين أقصاهم الأدب الرسمي هم من فعل ذلك، هم الحبر الحق، ستجدهم بلا منابر، بلا قدرة على التعبير عما لديهم، ضاقت الفرص حتى أختنقت الكلمة والحرف، ومع ذلك جاء العطاء غزيرا وقادرا على التقاط اللحظة الفارقة و وثمة من يرى أن سبب ذلك أنهم مازالوا خارج لعبة المال والمصالح والجوائز وتقاسم مغانم وملذات ما يتم دفعه مقابل دنس الحبر...‏‏

في العدوان على سورية، رأينا الكثير، تهشمت رؤوس ظنناها عالية حقا شامخة، عالية، لكن الواقع أثبت أنها كانت منفوخة وعلى جسد من كرتون، لا، بل إن ما قدمته لم يكن في احسن الاحوال ليرتقي ليكون تحت أقدام جندي سوري و لكن ضجيج الإعلام والنفخ والشد وتقريب هذا وذاك جعلها طبولا تنتفخ حتى تشظت، ليس الأمر في الثقافة والفكر والإبداع، بل في الإعلام أيضا، وربما كان الكثيرون منا أبواقا لهذا أو تلك، ينفخون بهم ويزيدون الحقن، حتى أكاد أتهم إعلامنا فيما مضى بانه كان وراء الكثير من (بالونات) الهواء..‏‏

وربما يسأل أحد ما: وهل تغير الأمر..؟ ماذا يحدث اليوم وكيف، ولماذا ومن يضبط إيقاع ما يجري، حقيقة ليس الأمر بهذا السوء، صحيح أن الكثيرين يمتطون موجة ما، والأكثر صحة ايضا أن علينا أن نكون قادرين على المراجعة الذاتية، وبوصلتنا، ووجهتنا اولا، وثانيا، وثالثا ورابعا، وخامسا نبض الوطن ونصره، وجهتنا أن من دفع ضريبة الدم لسبع من السنين يصنع فجرا للجميع.‏‏

وليس من باب المزاودة على أحد: نتمنى على من سيقرأ مزاميره علينا قريبا أن يكون قادرا على قراءتها حيث هو، في بيته, أن يقف وسط شارعه، مدينته ويقول بضع كلمات: الشعب السوري انتصر على غدرنا، على خيانتنا لدمه، أن يقول من حيث هو: نحن مع الشعب السوري، مع الجيش السوري، مع قائد سورية، اكتبوا حيث أنتم، انيروا الظلام حيث أنتم، نحن نعرف كيف نوقد من دمنا شموعا تنير العالم كله، لا تتلوا (مزاميركم علينا) مزاميرنا لحن وداع الشهيد، وزغردة أمهات: ابني عريس من أجل الوطن، ولم يكن من قال:‏‏

يا أيها المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم‏‏

لم يكن مخطئا، نريدكم أن توقدوا الشموع حيث الظلام، هنا في دوحة النور، مداد الشهداء يكفينا... وما من أحد منا خارج دائرة d.hasan09@gmail.com ">التقصير..‏‏

d.hasan09@gmail.com ‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية