تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بوح.. الألم الشبح.. هل تنتهي إقامته..؟!

ثقافة
الاثنين 8-1-2018
كلوديا حسن

تتذمر منه زوجته لكثره برود ملامحه وبرود أعصابه وتفاعله مع مايمر مع جميعنا في أي بيت من ابتسامة حينا وغضب أحيانا أخرى كيف لاوهو مقيم مع الموت يستقبله في كل يوم كأنه يستقبل ضيفا اعتاد أن يراه وهو يأتي منذ سبع سنوات زائرا أصبح جزءا من حياتنا..فلقد ارتدت الأيام الأسود منذ صرخ الأشباح حرية

كامل.. يخدم في حلب في أحد المشافي العسكرية يستقبل هذا الجندي ويودع ذاك الشهيد يغطي جسد من بترت أقدامه كي يخفف من ألمه الشبح هو مصطلح طبي لمن يشعر بوجع أطرافه وهي مبتورة أصلا وكيف لايكون الألم شبحا ووجعه مؤلم ومخيف يصدم المبتلي به بصورة جديدة لنفسه تصبح فيها أقدامه ذكرى وحياته الجديدة واقعا جديدا يموت فيه كل يوم وهو يخوض معركة الألم الشبح.. يستيقظ كامل في كل يوم على صوت سيارة الاسعاف وهي تحمل بداخلها قصة جديدة لواقع مخيف جعل من كامل نموذجا لمن منحته الحياة دكتوراه بالموت..أو بالأحرى الحياة مع الموت.‏

حدثني ذات يوم عن أن زوجته حزنت لماذا عندما حرقت قدمها بقليل من الشاي لم يحرك ساكنا بل بقي في مكانه مع هرولة الجميع إليها.. ليس لأنه لايحبها أو غير آبه لأمرها بل لأن هذا الحرق بالنسبة له كشكة دبوس لايسمع صداها لمن قضى سنوات شبابه يراقب شاشة مراقبة نبض من يفارق الحياة نبضة بعد نبضة شهقة بعد شهقة حتى أصبحت هذه الصورة مع صدى النبضات الأخيرة لجميع من مروا في شريط ذاكرته ضجيجا مخيفا كشبح مخيف لايشعر به إلا من يعرف جيدا معنى الألم الشبح‏

كامل نموذج مصغر لسوريتنا.. في كل يوم تسمع صرخاتنا في كل يوم تودع ابنا لها وتسمع اخر نبض له وتشم رائحة اخر نفس تنفسه وتحتضن جسده.. وترتوي بدمائه.‏

هذه هي الحياة عندما يصبح الألم شبحا ويصبح الموت ثقافة.. تنسينا أبسط معالم الحياة..فلاتحزني زوجة كامل فلقد تزوجت برجل يحمل دكتوراه في ثقافة الموت والألم الشبح.‏

Kloudia09@hotmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية