تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الهيبة

الكنز
الأثنين 8-1-2018
عامر ياغي

نعم الجزء الثاني من مسلسل الهيبة دخل مرحلة التصوير استعداداً لتقديمه وللسنة الثانية على التوالي كطبق درامي رمضاني شهي وشيق (اثنان بواحد)

ولا سيما بعد الضجة الكبيرة ونسب المشاهدة العالية والمتابعة القياسية والتقليد الأعمى (الببغائي) لتسريحة شعر وحركات وبعض الكلمات التي رددها بطل المسلسل الذي يجسد تمثيلاً شخصية منصب مدير عام المهربين في منطقته.‏

وباعتبار أن المشاهدين والمتابعين العرب النواعم منهم وحتى الذكور انفعاليون مع حبة مسك فقد عملوا كما يشتهي ويحب مخرج ومنتج المسلسل على تحويل البطل إلى ثائر ووضعه في مصاف (زورو وروبن هود)، وتصوير من كان يعمل على قطع الطريق أمام الشحنات المهربة من أسلحة ومخدرات ومشروبات ودخان وأجهزة إلكترونية... بأنهم الأشرار الذين لا يرحمون ولا يتركون رحمة السماء تنزل على المهربين الذين يقودون مافيات لا عصابات باعتبار أن الأولى أكثر دقة وتنظيماً من الثانية وبكثير.‏

وهذا وبكل تأكيد يقودنا جميعاً إلى أن عمليات التهريب والتهديد بالقتل والخطف والدخول في شرك هذا الكار ليس بالأمر الاعتباطي أو الترفيهي أو التجاري الذي قد يكون (وفيما نذر) محفوفاً بالمخاطر، وإنما هو عمل تخريبي منظم يقوم على العنف والمواجهة والمجابهة ومقاومة أجهزة الدولة المختصة بكل أنواع وصنوف الأسلحة الخفيفة وصولاً إلى المتوسطة منها في بعض الحالات عندما يكون الحمل (صفقة العمر أو الضربة الكبيرة)، كونهم على استعداد دائم لتقديم أي شيء وكل شيء لكي لا تقع مهرباتهم المضرة ليس فقط للاقتصاد الوطني فحسب وإنما للأمن العام والصحة العامة وصولاً إلى الآداب العامة في قبضة الجهات المختصة، وهي في مجملها وعلى اختلافها تخرج من عباءة المخالفة والجنح وتستقر في حضن الجنايات والإرهاب.‏

فالهدف من هذه الأعمال ليس كسب الرزق ولا حتى تأمين قوت يوم أسر المهربين الذين يملك البعض منهم من المال ما يعادل ثروة قارون المنقولة منها وغير المنقولة ولديهم من (الشقيعة) العشرات والبعض الآخر المئات.. لهذا على البعض أن لا يحدق النظر كثيراً ومطولاً بتصرفات موظف فاسد هنا وآخر هناك ويبقى يعمم ليعتم على خبر الربع ترليون ليرة التي دخلت وللمرة الأولى إلى الخزينة العامة للدولة والتي لم تسقط (بالبرشوت) إلى الجمارك التي كان بإمكانها تسجيل أرقام مقبولة لا قياسية وقبض الباقي لو كان (كما يدعي البعض) الفساد قاعدة لا استثناء، ولكن العكس ـ والأرقام تؤكد ذلك ـ هو الصحيح.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية