تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تعثر الحركة المسرحية في عصرها الحديث

مسرح
الثلاثاء 19-2-2013
ينفي بعض المفكرين وجود مسرح- عربي - بالمطلق، بدعوى أن المسرح قائم على الإشكال، والثقافة عموماً في العالم العربي خالية من الإشكال، لأنها تقوم على الإيمان المطلق الذي لا يفسح مجالاً للتساؤل.

ومن أوجه التناقض بين المسرح وطبيعة المجتمع والثقافة العربية يقول الباحث محمد عزيزة إن الصراع أساس المسرح وليس من سمات المجتمع العربي حسب رأيه ويقسم عزيزة الصراع في المجتمع إلى أربعة أشكال: الصراع العمودي، أي تمرد الفرد ضد إرادة الآلهة ، الصراع الأفقي أي ثورته على قوانين المجتمع ، والصراع الديناميكي الناجم عن رفضه لمصيره، والصراع الداخلي الذي يدور بين الإنسان وذاته.. ولاتساع طبيعة المجتمع العربي مع أشكال الصراع هذه . ويضيف الباحث أنور حامد حول بداية المسرح الحديث العربي:‏

أما بعض الباحثين الآخرين فيقولون إن المسرح بمفهومه الحديث (نص، خشبة، ممثلون، جمهور) عرف لأول مرة في التاريخ العربي في القرن التاسع عشر وأن أول عمل مسرحي حقيقي كان اقتباس مسرحية (البخيل) لموليير الذي قام به اللبناني مارون النقاش.‏

ويقول هؤلاء الباحثون إن هناك عدة أسباب حالت دون نشوء ثقافة مسرحية قبل القرن التاسع عشر منها أن نمط حياة المجتمع العربي كان قائماً على الترحال والمسرح يتطلب الاستقرار.‏

والذي منع ازدهار المسرح، عدم مشاركة المرأة في التمثيل.‏

يقول حامد أن النصوص المسرحية للكتاب الكبار الأوائل ذات طابع فكري مجرد (توفيق الحكيم) وفكري ديني (علي أحمد باكير) وفكري ( سعيد عقل).‏

منذ الخمسينيات شغلت المشكلات الاجتماعية كتاب النصوص المسرحية، ورافق ظهور الفكر القومي نمو جيل ثان من الكتاب المسرحيين الذين التزموا بمشكلات الجماهير (نعمان عاشور، يوسف إدريس، ألفريد فرج، صلاح عبد الصبور). ومن سورية (سعد الله ونوس، محمد الماغوط، علي عقلة عرسان) و(كاتب ياسين) من الجزائر.‏

في العقود الأخيرة من القرن العشرين يلاحظ غياب التراكم والتأسيس والتقليد الذي يتطور أفقياً بمؤازرة التطور التاريخي والاجتماعي.‏

ولم يشهد القرن الماضي نقلة نوعية في التطور الاجتماعي وظهرت نصوص ترفيهية تهدف إلى (الامتناع والإرشاد) وعروض مسرحية يغلب عليها التأمل الفكري إلى نصوص تنتهج الالتزام بالقضايا الوطنية وقضايا التحرر الاجتماعي.. ثم انتقلت إلى (التغريب والعبث) في السبعينيات والثمانيات.‏

لتبدو هذه الحركات المسرحية وكأنها ظواهر فردية وليست انعكاساً لحركة تطور المجتمع، واقتصر الاهتمام بها على النخبة السياسية بشكل خاص، وعجزت عن أن تؤسس تقليداً راسخاً أو تقوم بدور تقاني مميز.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية