إن المسرح تجربة خاصة وعامة في آن معاً (خاصة) بالكاتب عندما يحاول استغلال قناعاته الفكرية والسياسية في ابداع نصوص مسرحية و(عامة) عندما تستلهم عادات وقيم وتاريخ مجتمعه ووطنه والعالم كله خلال عملية الكتابة وهذا ما يخلق قراءة وجمهوراً كبيراً يرفع من شأن الابداع المسرحي الحقيقي الذي يبتعد عن الابتذال والتسطيح والرداءة.
إن المسرح هو تلك المعركة الثقافية السياسية إنها معركة فكرية تستلهم كل المواقف الفكرية والسياسية والثقافية عند المبدعين فأغلب المسرحيات التي اتفق النقاد على تميزها تطرح هذه الأمور وتعالجها فنياً.
نكاد نجزم أن هناك غيباً تاماً للكتابة المسرحية في عالمنا العربي وغياب الكاتب المسرحي العربي واضح للعيان فأغلب الذي يتعاطون مع المسرح في الوطن العربي يتجهون نحو الترجمة أو الاقتباس عن التي تركت بصمات واضحة في المسرح العالمي ويقول الكاتب والمسرحي العراقي فاضل خلف إن أهم أسباب غياب النص العربي تكمن في صعوبة الكتابة للمسرح.
إن المسرحية ليست أكثر من حوار.. بين اثنين من الممثلين ولايعدو أن يكون وسيلة للتسلية.. (المسرح).
إن غياب هذا النوع من النصوص جعل المخرجين يبحثون عن البدائل لغياب النص الذي يطمحون إليه فلجؤوا إلى الاعداد والاقتباس والترجمة.
إن عدم الاهتمام بالتأليف للمسرح العربي.. يقف حجر عثرة أمام التجديد المسرحي العربي.
الكاتب المسرحي المغربي
عزيز العرباوي