وإذ يمتلك طريق الحرير دلالات تاريخية تتمثل في نشر الثقافات بين الشعوب التي وقعت دولها على امتداد طريق قوافله، والتي تبلغ أكثر من نصف دول العالم المعاصر على امتداد ثلاث قارات هي آسيا وإفريقيا وأوربا، وكذلك في التبادل الثقافي، إضافة إلى التجاري، فقد جسد بامتياز شكلا ً من أشكال تلاقح الحضارات والثقافات على اختلاف أعراق وألسنة تلك الشعوب، فإن إحياءه في وقتنا المعاصر يشكل بعداً ثقافيا ً وحضارياً وإنسانيا ً ملحاً، طالما أصبحت أسئلة الحوار والتقريب بين الحضارات والثقافات والأديان بتنوع مشاربها وتعدد مرجعياتها تكتسي أهمية ملحة في عالمنا المعاصر الذي تتناهشه صراعات بين الحضارات والثقافات والأديان فيما بينها، وفي داخل كل منها أيضاً، بأشكال مختلفة وتحت تسميات ودوافع متنوعة. وإذا كان مهرجان السينما عنوانا ً أولياً لهذه الفعالية الدولية، فإن مضامينه تذهب أبعد عبر مجموعة من الفعاليات بين شخصيات مبدعة ومؤثرة في الحقول الاجتماعية والسياسية والعلمية الثقافية والفنية عبر نشاطات تهدف إلى تكريس فعل الحوار لتقبل الآخر والتعايش معه ونبذ كافة أشكال الإلغاء والمحو والعنف والعزلة من خلال ندوات متخصصة تعالج قضايا وملفات إشكالية، وكذلك طاولات مستديرة وأمسيات إبداعية...الخ. تظهر ثقافات دول طريق الحرير وتمهد لتزاوج بينها عبر خلق أشكال إبداعية مشتركة..‏