تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المعارض التشكيلية في كلية الفنون الجميلة.. قيمة فنية وتعليمية

جامعات
الثلاثاء 19-2-2013
آنا عزيز الخضر

تختلف كلية الفنون الجميلة عن باقي الكليات بحاجتها إلى معارض تشكيلية بحكم طبيعة منهاجها التعليمي، إذ يحتاج الطلبة بشكل عادي إلى معارض تشكيلية,

تحمل المدارس والإبداعات المختلفة،كما تحمل بين تفاصيلها الجانب التعليمي بشكل من الأشكال، إضافة إلى كل ما يؤهلها لتجسيد خبرات عديدة في مجالات شتى ،كي يتطلع عليها الطالب و يعرفها إغناء لخبرته ومعارفه ،ويكون قريبا بالتالي من الجانب العملي لدراسته, ورغم ذلك فهي غائبة عن الحضور في كليته,مع وجود استثناءات لافتة تلك التي تؤكد أكثر فأكثر أهمية وجود المعارض التشكيلية في كلية الفنون الجميلة.‏

من تلك المعارض كان معرض الفنان الدكتور (سائد سلوم) فهو معرض فن تشكيلي جمع بين الإبداع الحقيقي و الترجمة للمعلومة النظرية الأكاديمية المتعمقة ،فكانت لوحاته ترجمة دقيقة لأطروحته في الدكتوراه على غاية من الحساسية و الشفافية,‏

كما اجمع كل من اطلع على معرضه من باحثين و متابعين و طلبة ،و قد أكدوا على انه ربط متميز بين المعلومة النظرية الغنية التي اعتمدت على جهود بحثية واسعة ،وخبرة وإلمام بتاريخ الفنون،ثم التمكن من تطبيقها وإسقاطاتها، مضافا إلى حضور عين حساسة،تلتقط الجماليات الخاصة,وريشة خلاقة تجولت ذاكرة فنانها في مساحات وأماكن وحالات و ظروف وتغيرات ،ثم عادت إلى أوراقها محملة بأبهى التجليات وأكثرها شفافية ،وفي جوانب واقعية واسعة,فامتلك المعرض ميزات خلاقة متنوعة,تعلم الطالب ـ المتابع عند مقارباته العديدة ،ما بين المعرض وجوانب حياتية وتعليمية وأكاديمية، أهمية ما تحمله الرسالة الفنية للواقع ،وكيف تحوله إلى حالات و آليات إبداع حقيقية والى دروس منهجية و تعليمية.‏‏

جمع المعرض بين الأسلوب الفني ،الذي امتلك مفردات جمالية متميزة كما الخصوصية الأكاديمية المتفردة ،كل ذلك أهلًه أن يحمل الفائدة المتعددة الأوجه للطالب,و قد ساعد أن المعرض أقيم في كلية الفنون الجميلة، ليتاح له الاطلاع على خلاصة إبداع متميزة وخبرة,تتيح له هذا الربط الخاص مابين المعلومات النظرية العلمية مع ترجمتها وتحويلها إلى أشكال ومفردات إبداعية إضافة إلى كون المعرض يمتلك قيمة فنية و جمالية بحد ذاته، فهو يمتلك قيمة أكاديمية خاصة أيضا كما أكد الطلبة في الكلية من دارسين و خريجين.‏‏

و قد تحدث في هذا الجانب العديد منهم ،مؤكدين قيمة المعرض من الناحية التعليمية كما هي من الناحية الفنية، و قد ترافق مع تقديم رسالة لنيل الدكتوراه ،وكان عنوانها ( التحولات الشكلية و الأسلوبية في فن التصوير السوري الحديث )، و قد رأى جميع من قدم رأيه أهمية المعارض ،و إقامتها على ارض الكلية ،حيث تكتسب الميزة الخاصة في اتجاهات عدة.‏‏

الطالبة الفنانة( ساندرا كرشة) قالت :اطلاع الطالب على الأساليب الأكاديمية المتنوعة والجديدة عبر المعارض التشكيلية ضروري جدا ،عدا عن مسألة التذوق الجمالي و القيمة الجمالية لها ،فان اطلاع الطلبة على هكذا معارض أو إقامتها في كلية الفنون الجميلة أمر ضروري جدا وحالة ملحة، خصوصا في مثل هذه الظروف ،علاوة عن كون هذه الفعالية في كلية الفنون الجميلة ترفد الطالب بالعلم و بالخبرة الإضافية،لأنه بهذه العملية تكتمل الدائرة المعرفية ،لتصبح حالة صحية بكل معنى الكلمة ،وبالتالي تتكامل الأهداف مابين المناهج والتطبيق العملي بالشكل المباشر ،طبعا إن تم تكريسها و حضورها بشكل مستمر،ضمن الكلية,كي تبقى فعالية دائمة، وفي مثل هذه الظروف يؤكد المعرض من جهة ثانية على مقدرة الفنان السوري على الخلق و العمل والبحث رغم المعوقات الكثيرة ،مما يشجعنا أكثر نحن كطلاب نسير في طريق الفن، كما يعلمنا قضايا مبدئية أخرى في الحياة ،تضاف بدورها إلى مسؤوليات الفن ومهماته الأرقى,أما إقامة المعارض التشكيلية بالفعل إنها فكرة في منتهى الايجابية, لكونها تعرف الطالب من جهة أخرى على إبداعات مختلفة و جديدة، خصوصا إن كان الفنان يمتلك الأسلوب الخاص و الجديد من الناحية الفنية، فهو تشجيع لنا ،و من الضروري، أن تتكرس كتقليد كي يتاح للطلبة الاستفادة من تجارب فنانين كبار عندهم الخبرة الفنية و الأكاديمية,ويمتلكون الرؤى المتجددة.‏‏

جمع العرض بين المنهج العلمي الأكاديمي مع الترجمة لأحاسيس شفافة أخذت من الواقع الكثير,و قد حملت لوحاته المضامين المتنوعة و المفاهيم و الحالات الإنسانية العميقة,و قد أكد العديد من الطلبة أهمية المعرض و قيمته، و ذالك لنقله الكثير من مجريات الواقع بأسلوب فني متميز، تؤكد رسالة الفن الحقيقي و دوره التعليمي في اتجاهات عديدة ،والذي يحلق ويتألق بإبداعه أكثر فأكثر تحديدا عندما يقترب من الواقع و يتحدث عنه عبر تجلياته.‏‏

الطالب (مجد حمود) قال: المعارض الفنية ضرورية في الكلية وهامة لأنها تجسد جوهر دراستنا ،وأي معرض يحمل الجوانب الايجابية عندما يعكس الواقع أكثر ،وقد اقترب منه في عدة جوانب ،وليس فقط بما يخص الأزمة والتي خصها بلوحات عديدة,و إنما الجانب الإنساني أيضا، و ذلك من خلال تجليات إبداعية عديدة و مختلفة ،حيث تمت محاكاة الإنسان وحالاته بطرق فنية خلاقة، و هي بذلك تتيح للناس كما للطلبة الاطلاع على هذه الميزة المتفردة، التي صورت و نقلت حالات إنسانية بريشة فنان، تدرك ماذا تريد أن تصور و ماذا تنقل من الواقع، وذلك عبر إعادة إنتاج حالات إنسانية بأساليب فنية جميلة، هذا عدا عن قيمة المعرض الفنية من أكثر من منظور,دون أن ننسى الميزة المنهجية الخاصة, التي ترجمت معلومات أكاديمية بأساليب متفردة ،جسدت عوالم حقيقة ،رأيناها عبر الفن متجلية بدلالات وإسقاطات ومفردات إبداعية مختلفة،وعوالم جذابة،تشد الطالب كما المتلقي إلى فضول البحث والكشف عن أسرار جمالية كثيرة.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية