وتقع الرواية في 77 صفحة من القطع المتوسط تتحدث عن الحرب العراقية الإيرانية والنظر إليها بطريقة مختلفة عما تناولته الكتب والدراسات سرداً ووصفاً ونثراً وذلك من خلال شخصيتي الكلبة الملقبة ب»خانم» والحصان الأبيض.
وتقدم الرواية الصادرة عن دار بعل 2013 صورة جميلة للشهيد وعائلته ضمن سبك قصصي محكم لصيرورة الأحداث وتتابعها على مسرح عرض أبدع فيه الكاتب في رسمه للشخصيات وحتى الحيوانات الأليفة التي ترافق العائلة ذات الابن الوحيد حيث يلاحظ أن الكاتب مزيناني ألبس تلك الحيوانات الأليفة ثوب البشر في الإحساس والحزن والفرح ليقدم لنا بذلك وجبة قصصية محكمة لحال العائلة الإيرانية وعلاقتها بابنها الوحيد ذي العينين الزرقاوين.
وحاول المترجم أن يقدم عمله دون أن يمس بقدسية الأسلوب التعبيري للعمل الأدبي الذي اشتغل عليه حيث راعى كل الأسس التي وجدت واستطاع أن ينقل معاني اللغة بأسلوب أدبي لا يقل شأناً عن الأسلوب الذي كتب به الأصل نظراً للحالة المتقاربة بين الأدبين العربي والفارسي.
وأشار المترجم العبد الله في حديث لوكالة سانا إلى أن خريف في القطار رواية مثقلة بأجواء يغلب عليها طابع الحزن والعناء والمشاعر تتصاعد وتيرتها إلى حين عودة القطار إلى القرية التي تقطنها تلك العائلة حاملاً معه تابوتاً ولكن أي تابوت... حينها يتشح البيت بالسواد ويعم الحزن أرجاء البيت وهنا يصور لنا الكاتب ما يحدث حينها وخاصة مع الكلبة خانم عبر تصرفات تصدر عنها مبيناً مدى وفاء وتعلق الحيوان بالإنسان حتى بعد مماته.
ولفت المترجم إلى أن الكاتب مزيناني أبدع في وصفه للحرب العراقية الإيرانية وذلك عبر التركيز على الحيوانات المنزلية التي شاركت أيضاً العائلة في أحزانها وفرحها عند ذهاب الفتى إلى الجبهة وعودته منها ليكون بذلك أول كاتب إيراني ينظر إلى تلك الحرب بطريقة مختلفة عما تناوله الآخرون مبيناً أن الرواية تؤكد على الكاتب أيضا إشراك الطبيعة في أحزان العائلة الإيرانية ملبساً إياها ثوب البشر في الحزن والفرح وذلك عبر وصف جميل لحال تساقط أوراق الشجر وإصفرارها حين عودة القطار المحمل بالتوابيت العائمة على قطع الثلج وخاصة مع عودة الطفل ذي العينين الزرقاوين إلى قريته وهو في التابوت.
واعتبر المترجم علي العبدالله أن الترجمة خيانة يخون فيها المترجم النص الأصلي ومشاعر وأحاسيس الكاتب واصفا المترجم أيضاً ب» قرد الراوي» في محاولاته الحثيثة للوقوف على معاني الكلمات الاعجمية وجعلها تتنفس الصعداء لتتربع على عرش اللغة العربية الجميلة مؤكدا أنه من خلال ترجمته لكتاب خريف في القطار حاول أن يكون مترجما نحاتا لصخرة صماء .