تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عدنان مردم بك...دمشق.. ملاحم الأجيال أغنية في ثغرها تزهو بها البلد

ثقافة
الثلاثاء 19-2-2013
يمن سليمان عباس

في دمشق ولد وعاش وترعرع ولها نذر ديواناً من الشعر سماه «عبير من دمشق» إنه الشاعر ورجل القانون عدنان خليل مردم بك الذي ولد عام 1917 وفي دمشق تلقى تعليمه الثانوي في الكلية العلمية الوطنية وفي التجهيز بدمشق،

أمه فاطمة الزهراء الحمزاوي، مجاز في الحقوق مارس المحاماة سبع سنوات، كان يتقن الإنكليزية والفرنسية، شاعر انتسب للقضاء عام 1948 عين قاضياً للتحقيق، ثم تدرج حتى عين عام 1962 مستشاراً في محكمة النقض بدمشق يهوى المطالعة ونظم الشعر ونظم المسرحيات الشعرية متزوج من السيدة فردوس الغزي، زار عواصم عربية وأوروبية.‏

عضو لجنة الشعر في المجلس الأعلى للفنون والعلوم الاجتماعية بدمشق، نشر قصائد في مجلة الأديب في بيروت وغيرها.‏

صدر له‏

جميل بثينة مسرحية شعرية- نجوى ديوان شعر- صفحة ذكرى ديوان شعر- غادة أفاميا ودراما شعرية في أربعة فصول- العباسية مسرحية شعرية- الملكة زنوبيا مسرحية شعرية- عبير من دمشق ديوان شعر- الحلاج مسرحية شعرية في أربعة فصول- مصرع غرناطة مسرحية شعرية من أربعة فصول- - رابعة العدوية مسرحية شعرية- وقد منحته الجمعية الاستشارية التابعة لليونسكو عليها لقب برفسور مع منحه الجائزة الثالثة للأعمال الصوفية الكبرى- فلسطين الثائرة مسرحية شعرية من أربعة فصول.‏

عبق الوطن‏

هام الشاعر بمدينته دمشق التي تمثل أروع مدن وأجملها وهي تاريخ وحضارة وحاضر ومستقبل وأبناء دمشق يعرفون معنى عبقها وروعة أزقتها.‏

في قصيدة تحت عنوان «أزقة دمشق القديمة» يقول:‏

للذكريات هواجس ترد‏

ولواعج في الصدر تحتشد‏

سير الجدود بكل منعرج‏

تذكر بأعراف وتتقد‏

وبكل زاوية معلقة‏

لبطولة في السمع تطرد‏

تلك المعاهد ملؤها عبر‏

عن حصرها يعيا بها العدد‏

شابت ذوائبها ومن عجب‏

ما شاب عن وطر لها خلد‏

ومواكب الأيام ما فتئت‏

تجري على شطط وتقتصد‏

عظة الزمان على ذوائبها‏

قيد النواظر أسطر جدد‏

وملاحم الأجيال أغنية‏

في ثغرها تزهو بها البلد‏

ودمشق ليست أزقة ومدينة قديمة وقلعة وشوارع وحجارة بل هي أيضاً سحر وجمال وغوطة غناء تغنى بها المبدعون ووصفوها بأروع القصائد ومن أجمل وأفضل وصفاً من ابن دمشق لغوطتها وكأنه يذكرنا بالذين وصفوا الربيع وأبدعوا في وصفه فغوطة دمشق في فصل الربيع جنة من جنان الأرض يقول:‏

عجبي لها من جنة، أبوابها‏

للوافدين على المدى لا تغلق‏

دون الجنان مكاره من دونها‏

غصص تغص بها النفوس وتزهق‏

ولواعج يغري الكبود لهيبها‏

من جامح نيرانه لا ترفق‏

والغوطة الخضراء ما من حاجب‏

يزع المشوق حيالها أو يرهق‏

أبوابها للوافدين تفتحت‏

فإذا الجموع ببابها تتدفق‏

من كل مشتاق ترامى شطرها‏

والصدر من برح اللواعج ضيق‏

عيّ اللسان عن البيان ولم يحر‏

قولاً وأعوزه البيان المشرق‏

ولرب صمت لم يدع لمفوهٍ‏

نذراً يقال ولا لساناً ينطق‏

وبردى هو الذي وهب الغوطة وجودها وقد جعلها إحدى معالم شامة الدنيا فلولا بردى وتدفقه ولولا ماؤه العذب السلسبيل ما كانت الغوطتان ولا كان هذا الجمال الذي تباهي به دمشق جنان الأرض والسماء وحين يصف الشاعر الغوطتين تلوح أمامة صور البطولة ضد الاستعمار الفرنسي يقول:‏

بردى نشيد خالد عن غابر‏

تاه الزمان به وعز المشرق‏

غنى جنان(الغوطتين) ودمعه‏

من لاعج الذكرى يسيل ويدفق‏

فإذا الخمائل تنثني في نشوة‏

عجباً ويهزج مطلق ومطوق‏

وأكاد ألمس بالهواجس ما انقضى‏

من غابر أضواؤه تتألق‏

وأرى (أمية) بالحديد تقنعت‏

وجرت بمضمار المكارم تعنق‏

راياتها ملك الفضاء تقاطرت‏

وكأنها السيل الذي لا يلحق‏

ولها إذا جد الوغى في مأزق‏

همم تضيق بها الصدور وتشهق‏

في (الغوطتين) ملاحم مسطورة‏

فوق الثرى ولكل نصر فيلق‏

وفي الديوان نجد الشاعر وقد وقف عند كل تفاصيل دمشق ربوة وغوطة وذهب في وصفها مذاهب شتى ولاعجب في ذلك لأنه خصص ديوانه هذا بدمشق وسماه عبير دمشق، دمشق هذه ليست مدينة وحسب بل هي بلاد الشام كلها، وبلاد الشام كما أسلفنا هي المجد والحضارة وصفحات من تاريخها لا يمكن أن تغادر وجدان من زارها بل ستبقى خالدة أبد الدهر.‏

هكذا يرى الشاعر تدمر عروس الصحراء ودرة مدن الشرق وأروعها يقول واصفاً عظمتها وصغر الزمان أمامها:‏

درج الزمان بساحها في غابر‏

طفلاً يتيه بغضة المتأود‏

وجرى يدل معربداً بشبابه‏

من نشوة عرضت وتيه معربد‏

وترعرع التاريخ في أحضانها‏

ما بين سابغة وبين مهند‏

قامت كمحراب الزمان بمشهد‏

وجلت جلائل فنها عن مشهد‏

قطع من الأحجار أحكم رصفها‏

فطن من الصناع محمود اليد‏

خلعت يداه على الجماد مهابة‏

فإذا الجماد من الجلال كمعبد‏

حار اللبيب بها فأطرق خاشعاً‏

من دونها بسريرة المتهجد‏

كانت من التاريخ أروع صفحة‏

لحضارة درجت بكل مخلد‏

دقت روائعها وجل دقيقها‏

من كل ركن بالوقار موطد‏

عمد كمحبوك الغمام تضافرت‏

في منهج وتشابكت في مقصد‏

عقدت أعاليها بكل مشيد‏

من رفرف عجب وعقد مفرد‏

تاج بذروتها تألق مشرقاً‏

بحضارة سطعت تضيء كفرقد‏

وفي تفاصيل الديوان أيضاً نقع على عناوين قصائد جميلة مثل شارع المصر، كما وصف الربيع في دمشق يصف خريفها أيضاً وفي الجزء الثاني من الديوان يذهب بعيداً في الوصف وتفاصيله أما القسم الثالث منه فهو في التأمل وعالم الصوفية وبعد ذلك ينتقل إلى القسم الرابع الذي سماه صفحات من التاريخ ويتوقف فيه بقصائد جميلة عند أبي فراس الحمداني والبحتري، ونور الدين الزنكي ومعركة حطين ويوجه التحية للشهداء ويستذكر فلسطين التي سماها أندلس الشرق، ولاينسى غرناطة وتاريخها المجيد.‏

والديوان بمجمله احتفاء بدمشق وتاريخها لذلك سماه عبير من دمشق‏

Yomn.abbas@gmail.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية