معتقدا أنه كلما كثّف من نشاطه الإرهابي والتخريبي على الأرض مكنه ذلك من تحسين شروطه خلال التفاوض وساعده على فرض رؤيته المتطرفة وأفكاره المتزمتة، غير أن هذا التخيل وهذا الاعتقاد عدا عن كونهما ينمان عن انتهازية تتلذذ بسفك دماء الأبرياء إلا أنهما يقعان في خانة الغباء الذي لا مستقبل له..
فالقيادة السورية ـ لمن لم تسعفه ذاكرته ـ طرحت الحوار منذ البداية واعتبرته سبيلا وحيدا لحل الأزمة، ولم تشترط لإنجاحه سوى أن يكون وطنيا وتحت سقف الوطن ويراعي مصالح الناس بعيدا عن أي وصاية أو تدخل خارجي، ولم يكن الصراع وقتها على هذا النحو من الشراسة والعنف، لكن أصحاب النيات الخبيثة ودعاة الفوضى والقتل والتخريب ممن باعوا ضمائرهم للشيطان ضيّعوا الفرصة آنذاك وأصمّوا آذانهم وأغلقوا أعينهم عن سماع ورؤية الحقيقة تاركين المجال لأحقادهم السوداء لكي تعيث فسادا في أرض الآباء والأجداد خدمة لمصالح وأجندات أجنبية معادية.
اليوم ومع تصميمها على دحر الإرهاب واجتثاثه من أرضها الطاهرة تعيد سورية طرح مشروعها المتكامل للحل عبر حوار وطني جامع تحت سقف الوطن ودون وصاية أو تدخل من أحد، في حين يخرج بعض أزلام ومرتزقة المعارضة ليضعوا شروطاً تترجم أطماع وأهواء الجهات التي تشغلهم وتدفع لهم، على فرض أن أعمال الإرهاب والتخريب التي تقوم بها أدواتهم في الداخل ضد الناس وضد المنشآت الحكومية والمؤسسات الاقتصادية والخدمية يمكن أن تقوي مواقفهم المتخاذلة أو تحسّن مواقعهم على الأرض، لكن جيشنا العربي السوري البطل كفيل برد هؤلاء على أعقابهم وتطهير البلد من رجس إرهابهم وعمالتهم طال الزمن أو قصر..!
فها هي الدول الغربية التي تمادت في دعم المعارضة المسلحة لتخريب سورية «وعلى رأسها بريطانيا» تدق ناقوس الخطر في وجه من أسمتهم «الجهاديين» وتحذر من خطرهم على أمن أوروبا، ولن يطول الزمن حتى يكتشف باقي مسؤولي أوروبا والغرب أنهم ارتكبوا خطأ فادحا حين راهنوا على الإرهاب من أجل لي ذراع سورية وإخضاعها لمشيئتهم، ولن تتأخر البضاعة الفاسدة التي صنعوها وصدروها إلينا حتى ترتد إليهم لتفتك بهم..وإن غدا لناظره قريب..؟!