ولأن الحوار الوطني هو الركيزة والدعامة للخروج من الأزمة التي تمر بها سورية، لذا يجب اتخاذه وسيلة وسبيلاً وحيداً للملمة الجراح التي نزفت منذ ما يقارب العامين، بعيداً عن التدخل الخارجي والارتباط بأجندات غربية وصهيونية وتركية وبعض الدمى من عربان الخليج، وطالما الشعب السوري يعمل لمصلحة وطنه، فإن جميع الأطراف التي تتحاور ستلتقي لحماية سورية المستهدفة في وجودها ودورها العروبي المقاوم، لأنها الوحيدة التي لا تزال صامدة دون أن تحني الرأس لأحد.
إن إرادة أي حوار تتوقف على إرادة الأطراف الراغبة بالمضي قدماً في هذا المشروع مع الآخر طالما تدور جميعها في الفلك الذي يرفض العنف وثقافته، ويستهجن التدخل الخارجي.
على مدى الأزمة سورية قدمت وتقدم دماء أبنائها قرابين على مذابح الوطن، فكيف للشعب السوري بعد كل هذه الدماء أن لا يصنعوا المعجزة، وينقذون الوطن، بعد الوجع الذي ألمّ به ليعود وطن الأمن والأمان مثلما كان، متقدماً ومثلما عرفه الجميع، والشعب قادر على إنجاح هذا الحوار بكل اقتدار ومسؤولية.
الحوار الوطني الذي يسعى إليه السوريون الحريصون على وطنهم هو الغاية، وهو الهدف بما يحمله من عناوين وطنية ترتقي لمستوى المسؤولية التي يجب أن يتحلى بها المتحاورون، وهو بدون أدنى شك يجسّد النقطة الهامة في بداية الحل السياسي.
فالأزمة باتت في فصلها الأخير، حيث بدأت تتجلى أعراض اليأس على أطراف المؤامرة وإن كان بنسب متفاوتة، فمنهم من سيشهر إفلاسه، ومنهم من سيتصنّع الحكمة في الوقت الضائع، ومنهم من سيكابر أمام أسياده، مثله مثل أي تلميذ فاشل يحاول تبرير رسوبه أمام معلمه أو ولي أمره، إلا أن «السين» في كل ما سبق ستنكسر أمام إصرار السوري على الانتصار.
daryoussi@hotmail.com