حيث يقول مدير مركز دراسات الشرق الاوسط في الولايات المتحدة حيث عبر عنها بلغته المواربة والخاصة بالسياسة الامريكية بالقول ان المناطق التي يوجد فيها من أسماهم الجيش الحر تسودها الفوضى العارمة والاجرام والخطف والخوف ليتضح ببساطة ان تسمية الجيش الحر باللغة الامريكية تعادل وتساوي عمليا الارهاب بلغة السوريين.
جوشوا لانديس الكاتب والصحفي الامريكي قال ان مركزه وثق هروب 40ألف شخص من احدى المناطق في الحسكة التي يوجد فيها الجيش الحر كما هرب العديد من المسيحيين من الحسكة والقامشلي إلى تركيا لانهم خائفون من أن يتم خطفهم كما حدث مع بعضهم.
اعتراف لانديس اعلاه لم يمنعه من تسجيل اعتراف اخر مفاده ان الغرب والسعودية وقطر يساعدون الجيش الحر على الارض بشكل كبير لتغيير ميزان القوى العسكرية في سورية وبربط الاعترافين معا يتضح ان الهدف من الدعم هو نشر الفوضى عبر تعزيز وجود الارهابيين مهما اختلفت تسمياتهم.
الدعم الغربي النفطي للارهاب يتجسد حسب لانديس بتقديم أفضل الاسلحة كما حصل في حلب وغيرها وكل ذلك للضغط على نظام الحكم في سورية وهذا اعتراف ثالث لا يقل خطورة اذ ان الهدف لم ولن يكون ابدا نشر الديمقراطية والحرية وحماية الشعب السوري كما يدعي تجار السياسية ومرتزقتها في مجلس اسطنبول وائتلاف الدوحة بل الضغط على النظام ومن المعروف في علم السياسة ان الضغط يهدف لتقديم تنازلات وهنا مربط الفرس فالغرب يستخدم الارهاب ومال النفط القذر للحصول على تنازلات من النظام السياسي في سورية اعلنها كولن باول عام 2003 صراحة دون ان يحصل عليها وتتمثل بقطع العلاقة مع قوى المقاومة في المنطقة والابتعاد عن ايران الدولة الحليفة لسورية والمقاومة والاستعداد للتفاوض مع اسرائيل بشروطها.
ومع ذلك فان لانديس يتحدث بحرقة عن فشل الغرب في ايجاد فعالية ما لمعارضة الخارج عندما يقول ان معارضة الخارج بقيت منقسمة على نفسها ويؤكد ان كل ما قيل عن توحد المعارضة وسيطرة قيادتها على المسلحين في سورية لم يقنع المحللين الذين يعلمون ان ائتلاف المعارضة لا يتحكم بشيء على الارض في سورية مبينا أن الدليل على ذلك هو وجود عدة مجموعات متنافسة بين بعضها على الارض مثل ما يسمى الجبهة الاسلامية وأحرار الشام وجبهة التحرير وهو ما يشكل عامل قلق وخوف لدى جميع الناس.
وفيما يشكل دليلا جديدا على كذب ادعاءات معارضة الخارج بالسيطرة على الوضع في سورية بين لانديس ان ما سماها القيادة المدنية للمعارضة في الخارج تدعي أنها تسيطر على الوضع العسكري ولا أحد يصدق ذلك فالذين يحملون السلاح في سورية هم من يقاتلون كالمجانين على الارض ويتنافسون مع بعضهم البعض ويقتلون.
وامام هذه الصورة السوداء للمعارضة بشقيها السياسي والعسكري ان صح التقسيم والاعتراف الغربي بجرائم المجموعات المسلحة وانتهاكها لحقوق الانسان وعدم ايمانها بعقلية الدولة الحديثة يصبح المطلوب من اطراف المعارضة الوطنية في الداخل والخارج الاعتراف بالدور الاصيل للغرب في كل ما يجري في سورية من دمار وخراب ونشر للفوضى والارهاب وان يتوجهوا لتشكيل جبهة وطنية حقيقية تجمع السلطة والمعارضة في بوتقة وطنية تضع حدا لمرتزقة الناتو وتزج بالطاقات السورية كلها في معركة حماية سورية الدولة المدنية.