رأيته مقبلاً نحونا. قلت لأختي مليكة:
- إن ذلك الرجل الآتي سيجلس معنا
- من هو؟
- بابا. لقد قَبِل أن يصير أبي الروحي عندما أخبرته أن أبي يكرهني.
ابتسمت وقالت بإشفاق:
- مسكين, كم هو وسخ!
- إنه مشهور وغني.
- تكذب. إنه أفقر منك.
- قفي وصافحيه..
اخترت هذا المقطع من مذكرات محمد رشدي الأديب المغربي الذي دون ذاكرة كل الأدباء العالميين الذين زاروا طنجة في زمانه وكان بينهم جان جنيه الذي طلب لاحقاً أن يدفن في المغرب.
إنها مئوية جان جنيه الأديب الفرنسي الذي كتب أهم إبداعاته في السجن مستلهماً إصلاحيات الأحداث التي شكلت أهم مراحل حياته الفعلية ووسمت حياته بعدائية أدبية غذت كل كتاباته.
قضى فترة من خدمته الالزامية في دمشق وكانت آخر زيارة له في عام 1970 ويمكن الاطلاع على ما كتبه المبدع الراحل سعد الله ونوس حول ذلك اللقاء كذلك عن لقاء لهما في باريس. وثمة مقالة كتبها الجميل الراحل علي الجندي عن سهرة في فندق سميراميس.
من أهم القضايا التي ساندها جان جينيه «قضية فلسطين» وكان من أوائل الذين دخلوا صبرا وشاتيلا عقب المذبحة وكتب حول ذلك مقالة رائعة بعنوان: أربع ساعات في شاتيلا.