|
كيف نجعل أساليب التدريس أكثر تشويقاً للمتعلّم ؟ كتب وقد وضع يده على مشاكل تربوية باتت تقلق الكثير من التربويين والمهتمين بشؤون التربية في دول العالم، تدور بعامّة حول النظرة إلى المتعلم وكيفية التعامل معه، ويتلمس الحلول لها من خلال البحث فيما توصلت إليه نظريات التعلم وسيكولوجية التعليم في مجال طرائق وأساليب التدريس الفاعلة عبر الأدوار المأمولة من المعلمين في استثارة المتعلمين وإشاعة مناخات التعلم والتعليم المثيرة للحماسة والألفة لدى طلابهم. إنه يبحث في مبرّرات الاهتمام المنشود بالمعلم بغية الوصول إلى تعريف المتعلمين بالأساليب الفاعلة التي يمكن أن يقدموها إلى طلبتهم وتحويلهم قاعات الدرس لمختبرات علمية تحث على التواصل والاكتساب لمهارات البحث والاستقصاء والكشف وبناء المعرفة بعيداً عن أجواء التوتر واللاواقعية عبر أساليب أكثر تشويقاً، ويجيب الكتاب عن سؤال عريض: لماذا نحن بحاجة إلى أساليب تدريس أكثر تشويقاً للمتعلم ؟ 1- لتبيان الصلة الحقيقية بين الدافعية للتعليم والتعلم وبين العمليات النفسية التي تسهم في تحقيقها. 2- لإبراز العوامل المؤثرة في الدافعية للتعليم عبر البحث في إبراز نظريات التعليم والتشويق له. 3- ولتوضيح المرتكزات التي تطور أداء المعلم. هناك عوامل عامّة تسهم في جعل أساليب التدريس أكثر تشويقاً منها: السمات الشخصية التي يمتلكها المعلم، وتظهر لدى المعلمين بدرجات مختلفة، ويتم التعبير عنها عن طريق السلوك، وكثير منها قابل للنمو والتطوير من خلال التدريب والمثابرة، وما دام المجال مفتوحاً أمامنا للحديث عن الكفايات المهنية للمعلّم، فإننا سنقصرها على تلك التي تؤثر في تطبيقه لأساليب التدريس وجعلها أكثر فاعلية وتشويقاً للمتعلّم، وهي: المعرفة بأهداف الطلبة وحاجتهم التعليمية، وبطرائق التدريس وأساليب توظيفها وبأساليب القيادة والإدارة الصفية، والمعرفة بالخصائص السيكولوجية للمتعلم ومراحل نموه. إنّ الإدارة الصفيّة الناجحة تساعد المعلّم على تنظيم الفصل الدراسي بحيث يلبي متطلبات أي طريقة من طرائق التدريس التي يستخدمها وتوزيع المهام بين الطلبة وخاصة الأنشطة المساندة لهذه الطرائق. أضف إلى ذلك أن مصادر التعلّم عامل مهم في جعل طرائق التدريس أكثر تشويقاً، ويتمثل ذلك في أمور عدّة أبرزها: أنها تجعل دوره إيجابياً في البحث عن المعلومة بنفسه، ويجمع الحقائق، يمحّصها، ويستنتج منها، يجري التجارب، يقوم بالبحث والتقصي، يكتشف، يساهم بالمشروعات، يتصل بالمجتمع، يتعلّم من خلال العمل. إن البيئة التي توفّر مصادر تعلّم غنية تحقق إشباعاً لميول التلاميذ وتبعدهم عن الرتابة والتشابه وتنوع خبراتهم، كأن يشاهدوا فيلماً معيناً، لاحتوائه على مناظر مختلفة ومتغيرة، وأصوات ومؤثرات صوتية متنوعة وأجواء مختلفة، فلو أنك عرضت أمام التلاميذ فيلماً لجماعة من الأسكيمو ولم تنبس ببنت شفة فإن الكثير من الأسئلة ستنهال عليك من قبل التلاميذ، وجميعها تنصبّ حول حياة هؤلاء الناس، وعيشهم، ومساكنهم، وغير ذلك من شؤون حياتهم، وربما سيدفع بعضهم فيذهب إلى المكتبة في محاولة للحصول على المزيد من المعلومات عن حياتهم. إنّ أفضل المناهج هي التي تحوّل المادة الدراسية إلى سلسلة من المثيرات والمواقف والمشكلات والتساؤلات التي تغري المتعلّم كلها من خلال الاستقصاء والتجريب والاكتشاف، ولكي نجعل التدريس فعالاً بالنسبة للمتعلم يجب أن نراعي أبطأ وأسهل أنواع التمثيل، من خلال الصور والخيالات ثم التمثيل عن طريق اللغة والرموز، والتركيز على البناءات الأساسية في إعداد المناهج الدراسية يشعر المتعلّم بخصائص المادة التي يدرسها ويسهل عليه فهمها. كما أنّ المناهج التي تبنى وفق هذه الأسس تستجر بالضرورة أساليب تدريسية واكتشاف الحقائق والمعلومات ذات الصلة. لذلك دأب واضعو المناهج الحديثة على تدريب المعلمين على الأساليب التدريسية المطوّرة التي تحقق أهداف هذه المناهج، إيماناً منهم بالدور التكاملي بين المناهج المطورة وأساليب التدريس الحديثة. وتمّ عرض لنماذج مختارة لبعض طرائق التدريس المشوّقة مع نماذج مقترحة لتقويمها.
|