فقد شدت الرحال إلى مصر لتحقق أمنيتها في أن تكون ممثلة مسرحية مرموقة في مصر التي كانت تحتضن الفنون، والمسرح بخاصة . وإذا كانت حياتها غامضة في الفترة التي ولدت فيها في أوائل القرن العشرين، على الأقل بالنسبة لي، حتى عام 1925 فإنها لم تعد غامضة بعد هذا التاريخ، فقد نبغت في شيء آخر غير التمثيل المسرحي حتى صارت من أوائل الصحفيين، والصحفيات، في العالم العربي، عندما أصدرت في آذار عام 1925 مجلة فنية في البداية، ثم مجلة عامة سياسية واقتصادية وفنية سمتها «روز اليوسف» دون أن تعرف لماذا استبدلت اسمها فاطمة باسم روز!!
يبدو أن فاطمة اليوسف لم تنجح عندما وصلت إلى الاسكندرية في أوائل العشرينيات من القرن العشرين في تدبير أدوار لها في مسارح تلك الأيام في الاسكندرية التي كانت فيها نهضة مسرحية ملحوظة، وأسماء شهيرة في عالم التمثيل كسلافة حجازي، وفي عام 1924 ارتأت أن تتحول بموهبتها من المسرح ولكن بصورة عامة إلى الصحافة، بإصدار مجلة فنية تنفذ فيها الأعمال المسرحية بخاصة والفنية بشكل عام، ولم يكن معها سوى خمسة جنيهات، وضعتها كلها لإصدار مجلتها الفنية، وفي 25 آذار عام 1925 أصدرت مجلة «روز اليوسف» مجلة فنية، فيها عدد من الصحفيين البارزين، ثم عمدت بعد عدد من الشهور إلى تحويل مجلتها إلى أسبوعية تصدر في أوقات محددة وتناقش الكاريكاتير على مجلتها التي بلغت الآن 86 عاماً من عمرها .
وقيل إن ابنها إحسان عبد القدوس تولى رئاسة تحريريها في الخمسينيات !فكانت سيدة مجلات مصر على الإطلاق.
كانت فاطمة اليوسف القادمة من لبنان قد تزوجت من الممثل محمد عبد القدوس، وولدت ابنها إحسان عبد القدوس، وقد غيرت فاطمة اليوسف اسمها الأول فعلاً.
بدلته في المجلة إلى روز، فهجرت فكرة المسرح والتمثيل من حياتها، وتحولت إلى الصحافة، تنقد المسرحيات والأعمال الفنية، وبذلك خنقت حلمها في الوصول إلى الفن عن طريق الصحافة، ولأعترف بأن حياتها لم تكن مرئية من قبلي بشكل واضح! فإن فيها ثغرات لم أستطع الوصول إليها .
وهكذا.. كم من الأشخاص الذين يرغبون في مطلع حياتهم شيئاً ويحققون شيئاً آخر.