لتكون موطئ قدم لأولئك الإرهابيين بل غاص هؤلاء في العمق اللبناني أكثر، فباتوا يتنقلون بحرية في طرابلس كأي لبناني، يحملون أسلحتهم الفردية من دون أن يعبأوا بأجهزة أمنية أو غيرها.
كل ذلك أكدته صحيفة الأخبار اللبنانية عبر تحقيق أجرته في منطقة الشمال اللبناني.. كما أن ذلك لم يقتصر عليها حيث أكد وزير الرياضة والشباب فيصل كرامي أن طرابلس باتت ممراً لتهريب السلاح إلى سورية.
«الأخبار» وفي تقريرها سلطت الضوء على مدى انتشار مسلحي المعارضة السورية في عدة مناطق لبنانية والدعم الذي يتلقونه من جهات سياسية في لبنان.
وقال الكاتب زياد الزعتري في تقرير له نشرته الصحيفة أمس أن استخبارات الجيش نفذت عملية دهم في أحد الاماكن القريبة من مستشفى الزهراء في أبو سمرا بمدينة طرابلس لتوقيف أحد الاشخاص بعد الاشتباه في كونه يلاحق ضابطا من الجيش على خلفية ثأرية فتبين بعد ايقافه عند مدخل المستشفى أنه سوري ويدعى يامن النجار المعروف بـ أبو علاء لكن المسألة لم تنته عند هذا الحد فقد أعقبها اشتباك بين قوة من استخبارات الجيش ومجموعة سورية مسلحة تدخل مسلحون لبنانيون لمناصرتها وأدت الى سحب المشتبه فيه من آلية تابعة لدورية الجيش وتهريبه.
وبين الكاتب أنه بنتيجة المتابعة تبين أن المطلوب السوري ناشط في تهريب السلاح الى المجموعات المسلحة وأنه أحد الذين شاركوا في المجازر التي حصلت في سورية ويحتفظ على هاتفه الخلوي بمشاهد لعمليات الذبح التي نفذها هناك.
واشار الكاتب الى ان ما سماه المعارضة السورية في لبنان اقرت بان ابو علاء من ابرز الناشطين لديها ويعمل مهندسا.
ولفت الكاتب الى تحول مستشفى الزهراء في المنطقة الى قاعدة لما يسمى الجيش الحر اذ يحرسه ثلاثة شبان يحملون أسلحتهم على نحو ظاهر.
وقال الزعتري انه في طرابلس أيضا يتنقل قادة من الجيش الحر تحت حماية شخصيات سياسية لبنانية للتنسيق من أجل نقل الجرحى والسلاح.
واضاف ان المعلومات تؤكد أن هؤلاء يتنقلون حاملين معهم أسلحتهم الفردية.. وأن قياديا بارزا في المعارضة السورية من ذوي الميول الاسلامية المتشددة رصد أكثر من مرة يتنقل في سيارة تحمل لوحة مجلس النواب بمواكبة سيارة تحمل على متنها مسلحين.
وأكد الكاتب أن الوقائع الميدانية تثبت أن الشمال اللبناني تحول لقاعدة خلفية لمسلحي المعارضة السورية لافتا الى أن كل ما سبق ذكره أثبتته التحقيقات التي تجريها الاجهزة الامنية التي لم تفعل شيئا.
وفي السياق ذاته أكد وزير الشباب والرياضة اللبناني فيصل كرامي ان مدينة طرابلس شمال لبنان أصبحت ممرا لتهريب السلاح الى سورية مشيرا في هذا المجال الى ضبط مستودعات للاسلحة في هذه المدينة ثم باخرة الاسلحة لطف الله 2.
وتساءل كرامي في حديث لصحيفة الانباء الكويتية نشرته أمس كيف ومن أين ولماذا يباع السلاح بالاف الدولارات لاناس لا تملك حتى ثمن لقمة الطعام لافتا الى أن جهات تقف وراء توزيع هذا السلاح وان على الاجهزة الامنية اللبنانية توضيح الامر واتخاذ القرار الجدي لانهاء المظاهر المسلحة.
ورأى الوزير كرامي ان ما زاد في تفاقم الامور في طرابلس هو التحريض المذهبي والطائفي منذ العام 2005 والذي ارتفعت وتيرته في ظل الاحداث التي تشهدها سورية معتبرا ان هذه الاسباب كانت كفيلة بايجاد مناخ من التوتر الشديد دفعت بالاوضاع الى الانفجار على النحو الذي رأيناه.
وشدد كرامي على ان الاوضاع في مدينة طرابلس تحتاج الى حلول جذرية سياسية وامنية وان على الجيش اللبناني ان يبادر الى سحب السلاح من المدينة خشية تفاقم الوضع والوصول به الى نتائج لا تحمد عقباها مبديا تخوفه من تجدد الاشتباكات بين الحين والاخر ما يعكس صعوبة الوضع في المدينة وتداعياته على لبنان.
قنديل: منطقة وادي خالد وشمال لبنان تحولت إلى مرتع للمسلحين والإرهابيين
وفي السياق ذاته أكد عضو المجلس الوطني للاعلام في لبنان غالب قنديل ان منطقة وادي خالد وشمال لبنان باتت مرتعا خصبا للمسلحين والارهابيين الذين يدخلون كل ليلة الى الاراضي السورية عبر الحدود وبطرق غير شرعية.
ولفت قنديل في حديث لمحطة ان بي ان التلفزيونية اللبنانية الى الدلائل على وجود مخازن للسلاح وشبكات تهريب اضافة الى العديد من السفن التي تنقل السلاح الى هؤلاء الارهابيين ومنها السفينة التي ضبطها الجيش اللبناني مؤخرا ومشاركة أشخاص من الشمال اللبناني احيانا ضمن هذه الشبكات الارهابية في عملياتهم داخل الاراضي السورية.
وأوضح قنديل ان هذه المعلومات تعرفها سورية جيدا وموجودة بمحاضر المحكمة العسكرية في لبنان عن الارهابيين الذين يهربون السلاح الى سورية داعيا الحكومة اللبنانية الى متابعة الخطوات التي بدأتها في مجال ضبط الحدود ومنع تسلل المسلحين وتهريب الاسلحة نحو سورية نظرا لضرورة محاصرة بؤر التورط في الازمة في سورية.
وشدد قنديل على ضرورة اتخاذ الحكومة اللبنانية خطوات لتنفيذ الاتفاقات الامنية الموقعة مع سورية والحؤول دون اقحام لبنان في الوضع في سورية ومنع خرق الحدود كما يجري الان من قبل مسلحين تتوفر لهم البيئة الحاضنة في شمال لبنان.
وأكد قنديل ان سورية قطعت مرحلة جيدة نحو الاستقرار بعد فشل العديد من محاولات الارهابيين السيطرة على مواقع لهم معتبرا ان لجوء هؤلاء الارهابيين والمجموعات المسلحة المدعومة من الخارج الى العمليات الاجرامية والتفجيرات دليل افلاس وفشل.