وهذا ما اكدت عليه العديد من الاوساط السياسية والاعلامية والقوى والاحزاب العربية والدولية امس حيث اكدت ان ماتفعله اميركا وبيادقها في المنطقة هو مشيئة ومصلحة اسرائيلية، وان العالم يقف الان شاهداً على تنفيذ الولايات المتحدة حروبا استعمارية جديدة، مشيرة الى ان المعارضة المسلحة التي تستقوي بالخارج تحاول سرقة حقوق السوريين المشروعة وهي لم تهدأ ولن تهدأ لان اهدافها ومهماتها تتمثل في القضاء على سورية وتقسيمها وتفتيتها وهو مخطط استعماري لتحطيم اخر قلاع القومية العربية، مشددة في الوقت نفسه على ان سورية ستبقى صامدة رغم تآمر اعدائها الاميركيين والغربيين والخليجيين والاقليميين فهي استطاعت دائما ان تخرج منتصرة في كل معاركها السياسية عبر سياستها الناجعة ومواقفها الداعمة للمقاومة.
أستاذ بالقانون الدولي بجامعة جورج تاون الامريكية:
ماتفعله أميركا في سورية مصلحة اسرائيلية
فقد اكد داوود خير الله الخبير والاستاذ في القانون الدولي بجامعة جورج تاون الامريكية وجود قوى خارجية تريد تدمير الدولة السورية من اجل تغيير دورها في المنطقة موضحا ان القوى التي تتحرك بالداخل والمسؤولة عن استمرار اراقة الدماء تتحرك بدعم من الدول التي تسلح المعارضة السورية.
ولفت خير الله في حوار مع قناة روسيا امس الى ان الموقف الامريكي متناقض بين اعلان دعمه لخطة المبعوث الدولي الى سورية كوفي انان ودعم تسليح المعارضة السورية حيث أشارت التقارير الصحفية الامريكية الى ان دولا خليجية تقوم برعاية امريكية بتسليح المعارضة السورية مؤكدا أن هذا الموقف لا يمكن تفسيره باي شكل من الاشكال سوى ضمن ارادة تدمير الوضع في الداخل السوري.
وأوضح خير الله أن قطر والسعودية ليستا مستقلتين معنويا فيما تفعلانه في سورية فهما تنفذان الارادة الامريكية. وحول دور العدو الاسرائيلي في الاحداث التي تشهدها سورية رأى خير الله أن ما تفعله الولايات المتحدة في سورية هو مشيئة ومصلحة اسرائيلية وأنه ليس للولايات المتحدة مصلحة في المواقف التي تتخذها لان سورية لا تهددها بشكل أو باخر كما أنها ليست مهتمة بخلق الديمقراطية في سورية مشددا على أن الولايات المتحدة تريد تغيير دور سورية في المنطقة لمصلحة اسرائيل.
وأضاف خير الله ان جهل العالم العربي لا يمكن أن يكون المبرر للسياسة تجاه سورية وما هو أهم وأكثر اقناعا أن لاسرائيل مصلحة في تغيير الدور السوري الداعم للحق الفلسطيني والعربي في فلسطين وللمقاومة في فلسطين ولبنان وأماكن أخرى.
وأكد خير الله أن الولايات المتحدة وأصدقاءها يريدون القول انهم اذا لم يتمكنوا من تغيير الدور السوري وابعاد سورية عن حزب الله وحماس والمقاومة وايران فانهم سيعملون على تدمير سورية كي لا تتمكن من القيام بأي دور.
وقال خير الله ان الدور الروسي والصيني يبدو على الصعيد الدولي الاكثر حكمة أو التزاما بالقانون الدولي فهو قائم على عدم الاخلال بالسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وهذان مبدآن أساسيان في النظام الدولي كرسهما ميثاق الامم المتحدة.
واشار خير الله الى أن المعارضة الوطنية هي التي تسعى لمصلحة سورية موحدة وليست مجزأة طائفيا وعرقيا وتحمي القرار السوري من أي تدخل أجنبي وتحمي المجتمع السوري من أي اقتتال داخلي مشيرا الى أن هذه المعارضة موجودة وبامكانها أن تلعب دورا هاما جدا ويتوجب عليها فعل ذلك.
وبين خير الله أن المعارضة التي تستقوي بالخارج والتي لجأت الى السلاح وتأجيج النعرات الطائفية مفلسة خلقيا ووطنيا ولن تكون منتجة مهما كان عديدها.
محللون ومفكرون روس: الغرب يبحث
عن طرق للخروج من مأزق تورطه في سورية
الى ذلك اعرب عدد من المحللين والمفكرين الروس عن ادانتهم وشجبهم للاعمال والجرائم الارهابية التي تتعرض لها سورية بدعم وتحريض وتمويل للمعارضة المتطرفة والمجموعات الارهابية المسلحة.
وقال سيرغي بابورين رئيس اللجنة الروسية للتضامن مع سورية في تصريحات لمراسل سانا في موسكو انني اشعر بقلق عميق لما يقوم به أعداء الشعب السوري الذين هم أعداؤنا أيضا ونحن نرفض اي تدخل خارجي في شؤون سورية والتهديد بتدخل عسكري وتدريب مسلحين ومرتزقة أجانب لتقويض الوضع فيها.
وأضاف بابورين انهم يستخدمون غطاء المعارضة للقيام بأعمال ارهابية وهذا ما يثير قلقا بالغا ليس بصدد سورية فحسب بل بصدد المنطقة باسرها أيضا لانه يهدد باشعال نيران حرب عالمية جديدة.
واكد ان الناس الذين يناضلون من اجل الحرية والعدالة في جميع أنحاء العالم يتفهمون ويدعمون أماني الشعب السوري وحقه في حياة حرة كريمة ومستقلة وفي انتخابات نزيهة يختار فيها الشعب السوري ممثليه الشرفاء وليس أولئك الذين يجري فرضهم من الخارج.
واعرب بابورين عن الاسف لان أولئك الذين يعملون لتقويض سورية لم يهدؤوا ولن يهدؤوا لان أهدافهم ومهماتهم تتمثل في القضاء على سورية وتقسيمها وتفتيتها الى عدة اجزاء بموجب المؤشرات العرقية والدينية.
بدوره قال حيدر جمال رئيس اللجنة الاسلامية في روسيا انه رأى هدوءا تاما وشعبا يريد ان يعيش حياة سلمية في سورية عند زيارته الاخيرة لها وانه يشعر باستياء بالغ للاعمال الارهابية في دمشق وغيرها من مدن سورية.
واكد جمال ان كل هذه الاعمال والمؤامرات لا يمكن ان تغير شيئا من جوهر الوضع السوري المتجسد في تأييد غالبية الشعب للرئيس بشار الأسد والتفافهم حوله وهذا بالذات ما أظهرته نتائج الانتخابات الى مجلس الشعب.
وأضاف ان الغرب يحاول ايجاد طرق للخروج من المازق الذي ورط نفسه فيه في سورية مؤكدا ان الذين يحرضون المعارضة المتطرفة المسلحة في سورية على مواصلة ارتكاب الجرائم الارهابية هم الذين يتحملون المسؤولية عن جميع هذه الجرائم.
من جانبه قال قسطنطين سيفكوف النائب الاول لرئيس أكاديمية العلوم الجيو سياسية في روسيا انه تواجد في دمشق أثناء الانتخابات الى مجلس الشعب ويستطيع التأكيد ان جميع الاجراءات الديمقراطية كانت موضع مراعاة وتقيد في جميع مراكز الاقتراع التي زارها والتأكيد أيضا ان هذه الانتخابات أسفرت بصورة موضوعية عن استيضاح مواقف الشعب السوري ووجهات نظره حول مستقبل بلاده.
وأشار سيفكوف الى ان الاعمال الارهابية الفظيعة والجرائم الوحشية التي تؤدي الى قتل الاطفال والنساء والابرياء تدل على ان أولئك الذين يدعون الرغبة في تطوير سورية على طريق الديمقراطية المزعومة ما هم سوى مجرد مجرمين ضد الشعب السوري.
الشيوعي التشيكي «المورافي»:
أميركا تنفذ حروباً استعمارية جديدة
من جانبه قال رئيس الحزب الشيوعي التشيكي المورافي فويتيخ فيليب ان العالم يقف الان شاهدا على تنفيذ الولايات المتحدة حروبا استعمارية جديدة تستهدف الحفاظ على هيمنتها في السياسة الدولية.
وأشار فيليب في كلمة له القاها خلال انعقاد المؤتمر الثامن لحزبه الى قيام الولايات المتحدة بتنفيذ حروبها الاستعمارية في العراق وأفغانستان قبل ان يتجلى ذلك بأبشع صوره في غزو ليبيا حيث شهد العالم وعبر البث المباشر الدوس بشكل فظ على القانون الدولي في ليبيا.
ورأى أن المجتمع الدولي قد تلقى درسا كبيرا حول نوايا حلف الناتو في كيفية التعامل مستقبلا مع القواعد الاساسية للقانون الدولي الجديد.
وقال ان روسيا والصين قد أعلنتا أنه بالامكان خداع المجتمع الدولي مرة واحدة وليس مرتين وان الموافقة على تنفيذ عملية عسكرية للامم المتحدة في سورية ستكون تأكيدا للسلب الاستعماري الامر الذي لا يمكن له أن يمر.
كما رأى ان سورية تمثل الان هدفا ثانيا للغرب وليس رئيسيا كايران الغنية بالنفط معتبرا ان خيارات وقوع الحرب لا تزال متنوعة.
كاتب تونسي: سورية ستبقى صامدة
بدوره اكد الكاتب التونسي محسن نصري ان سورية ستبقى صامدة على الرغم من محاولات أعدائها الغربيين والخليجيين والاقليميين كسر هذا الصمود عبر تسليح الارهابيين وتمويلهم وتسويقهم اعلاميا.
وأوضح نصري في مقال له نشرته صحيفة الشروق التونسية امس ان صمود سورية جاء من خلال بنائها لعقود علاقات استراتيجية مع قوى اقليمية ودولية نافذة وفاعلة وعبر اقامة مؤسسات اقتصادية تغنيها عن استيراد معظم السلع وتطوير قدراتها الذاتية لتصبح اول دولة عربية حققت الاكتفاء الغذائي واصبحت دولة مصدرة للحبوب.
واضاف الكاتب ان سورية استطاعت دائما ان تخرج منتصرة في كل معاركها السياسية عبر سياستها الناجعة ومواقفها الداعمة للمقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية.
ولفت الكاتب الى أن الاعلام السوري استطاع خلال الازمة الحالية ان يضع الاعلام المحرض على الدمار والخراب في قفص الاتهام وان يفضح الكثير من فبركاته عبر اظهار الحقيقة للعالم.
التوبي: مايجري في سورية
هدفه تحطيم آخر قلاع القومية العربية
من جانبه أكد الكاتب خميس التوبي أن ما يجري في سورية الان هو مخطط لتحطيم اخر قلاع القومية العربية وحصون العروبة الوطنية واخر جبهة مقاومة للاحتلال الاسرائيلي مشيرا الى أن ما يسمى المعارضة السورية تعد شريكا رئيسيا في هذا المخطط.
وقال الكاتب في مقال نشرته صحيفة الوطن العمانية امس بعنوان سورية: ثورة ام ارهاب ان المطالبة الصريحة بتسليح المعارضة وتهريب السلاح والمسلحين الى سورية واقامة مراكز تدريب لهم على حدودها جزء من هذا المخطط حيث أقرت الولايات المتحدة بتنسيق عمليات توصيل السلاح الى المعارضة السورية المسلحة واعترفت بتكفل دول خليجية دفع قيمة هذه الاسلحة.
كما أشار التوبي الى الاعمال التي تقوم بها قوى مختلفة لافشال خطة مبعوث الامم المتحدة الى سورية كوفي عنان وعرقلة عمل المراقبين الدوليين وقيام المسلحين بترويع المدنيين عبر تفجيرات ارهابية للتشويش على عمل المراقبين واعطاء انطباع بأن من يعرقل خطة عنان هي الحكومة السورية وليس المعارضة.
وأضاف ان دخول تنظيم القاعدة الى سورية أمر تقف وراءه قوى معروفة هدفها تأجيج الصراع الطائفي.
وأوضح التوبي أن ما تسمى المعارضة السورية تحاول سرقة حقوق السوريين المشروعة عبر أوهام بنتها على وعود أمريكية وفرنسية وبريطانية وتركية لتمرير أجندات مدمرة.
لبنانيون: عدم جعل لبنان ممراً لاستهداف سورية
من جانبه اكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق ان ما تواجهه سورية اليوم هو عدوان خارجي بقرار غربي وتمويل عربي وأن المعادلة التي فرضت على سورية هي اما اسقاطها بالقوة واما الفتنة التي يراد لها دوليا وعربيا أن تستمر مشيرا الى ان الجامعة العربية تحولت الى جامعة تنظم المؤتمرات ضد بلد عربي وأصبحت جزءا من مشكلة ما يحصل في سورية واستهدافها.
وحذر قاووق خلال احتفال في ذكرى عيد التحرير والمقاومة في بعلبك من أن استهداف سورية يأتي لتغيير معادلة الصراع مع اسرائيل واخراج سورية من هذا الصراع.
ولفت قاووق الى ان فريق 14 اذار ورط لبنان عن عمد وتصميم في الازمة السورية وعمل على جعله ممرا ومقرا للمسلحين الارهابيين مطالبا بموقف واضح لمنع تحول لبنان الى مقر او ممر للمسلحين الى سورية حيث جعلوا مناطق من لبنان مقرا لاستهداف الجيش السوري ويعرضون لبنان للمخاطر.
من ناحيته حمل رئيس جمعية قولنا والعمل الشيخ أحمد القطان الخطاب الفتنوي لفريق 14 اذار مسؤولية التشنج في الوضع الامني كما استنكر الاتهامات والتصريحات التحريضية ضد الجيش اللبناني.
وانتقد القطان في تصريح امس الدور التخريبي الذي يقوم به هذا الفريق ضد سورية ناهيك عن أنهم يريدون شمال لبنان مقرا وممرا للتامر على سورية.
بدوره دعا التجمع الوطني الديمقراطي في لبنان الجيش اللبناني الى ضبط الحدود اللبنانية بحزم لمنع دخول وخروج المسلحين والسلاح.
وقال التجمع في بيان صادر امس انه ينبغي على الحكومة اللبنانية التحقق من دخول المسلحين والسلاح من لبنان الى داخل الاراضي السورية.
من جهة ثانية استنكر التجمع التفجير الارهابي الذي استهدف الامنين في مدينة دير الزور في سورية واوقع العديد من الضحايا الابرياء السبت الماضي.