في وقت شكك فيه وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس بدقة اعداد القوات الاميركية التي يمكن سحبها من افغانستان خلال العامين القادمين مع اقتراب موعد نقل الملف الامني للسلطات الافغانية والذي من المقرر ان يعلن عنه بشكل رسمي خلال اذار القادم .. هذه التطورات ترافقت مع تقرير كشف فيه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ارتفاع عدد الضحايا من الاطفال خلال النزاعات المسلحة التي تشهدها افغانستان خلال العامين الماضيين.
فمع اقتراب موعد نقل الملف الامني للسلطات الافغانية قال وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس ان وتيرة الانسحاب المقبل للقوات الامريكية من أفغانستان لاتزال غير واضحة مشككا في دقة أعداد القوات الواردة في طلب للميزانية الذي كشف عنه اول أمس.
ونقلت وكالة رويترز عن غيتس قوله الليلة قبل الماضية في تصريحات للصحفيين حول طلب الميزانية انه شرح للنواب في المجلس ان تخفيض عدد القوات الامريكية في أفغانستان إلى 98250 هو توجه محافظ خاص بالميزانية لافتا إلى ان عدد القوات التي ستخفض في العام المالي2012 غير معروف .
وأضاف غيتس انه استنادا إلى حجم الخفض فان التمويل المخصص في الميزانية قد تصبح أموالا لا يتم انفاقها.
واستبعد غيتس ان يكون عدد القوات الامريكية في أفغانستان 98 الف جندي بحلول نهاية العام المالي 2012 وقال ان هذا لن يحدث.
وكشف غيتس عن الوثائق في اطار تقديم ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما طلبات الانفاق إلى الكونغرس والتي شملت الطلبات على 118 مليار دولار لحربي العراق وأفغانستان بالاضافة الى جهود أخرى فيما وراء البحار.
وكانت وثائق ميزانية وزارة الدفاع الامريكية البنتاغون توقعت أن ينخفض عدد الجنود الامريكيين في أفغانستان ليصل في المتوسط الي 98250 جنديا في العام المالي 2012 الذي يبدأ في تشرين الثاني القادم بالمقارنة مع متوسط يقدر بنحو102 الف جندي وأفراد دعم في السنة المالية 2011.
وكان أوباما أعلن خططا لبدء تقليل عدد القوات المشاركة في حرب أفغانستان التي ستدخل عامها العاشر تقريبا في تموز المقبل بهدف نقل مسؤولية الامن إلى القوات الافغانية بحلول نهاية عام 2014. في غضون ذلك قال مسؤول في ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون اختارت الدبلوماسي المتقاعد مارك غروسمان لشغل منصب مبعوث الولايات المتحدة إلى افغانستان وباكستان خلفا للدبلوماسي الراحل ريتشارد هولبروك الذي توفي في كانون الاول الماضي.
ونقلت رويترز عن المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه قوله ان تعيين غروسمان سيعلن في وقت لاحق من هذا الاسبوع.
وكانت صحيفة واشنطن بوست قالت في وقت سابق ان كلينتون التقت بغروسمان في مقر وزارة الخارجية اول امس وتوقعت ان تعلن تعيينه في كلمتها عن افغانستان وباكستان يوم الجمعة القادم في جمعية آسيا في نيويورك او قبل ذلك.
وغروسمان سفير سابق لدي تركيا وتقاعد من وزارة الخارجية عام 2005 بعد ثلاثة عقود من العمل في الحقل الدبلوماسي ويعمل حاليا نائبا لرئيس مجموعة كوهين وهي شركة استشارية يرأسها وزير الدفاع الامريكي الاسبق وليام كوهين تقدم المشورة بالأجر لشركات دولية بشأن مشاريع الاعمال في الخارج.
مقتل جندي فلندي
في هذه الاثناء اعلن الجيش الفنلندي أمس مقتل جندي تابع له بانفجار قنبلة مزروعة على جانب الطريق شمال افغانستان.
ونقلت ا ب عن المتحدثة باسم قوات الدفاع سيركو رانتاكاري قولها ان الجندي قتل عندما انقلبت المركبة التي كان على متنها عقب الانفجار.
وهذه هي المرة الثانية التي يقتل فيها جندي فنلندي في أفغانستان حيث لدى فنلندا 180 من القوات تشارك في قوات ايساف التي يقودها حلف شمال الاطلسي الناتو .
كي مون: الأطفال أكبر ضحايا الحرب
على صعيد اخر قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان عدد الاطفال الذين يقتلون او يصابون خلال الصراعات المسلحة في افغانستان تزايد خلال العامين الماضيين.
ونقلت وكالة اسوشيتد برس عن بان قوله في تقرير نشر اول امس ان اغلب الاطفال يقتلون على ايدي مسلحي حركة طالبان او جماعات اخرى مناهضة للحكومة الافغانية.
واضاف بان في التقرير الذي يغطي الفترة من الاول من ايلول2008 والى اخر آب 2010 ان الاطفال مازالوا ضحايا لهجمات انتحارية وانفجار قنابل وهجمات صاروخية اضافة إلى عمليات مسلحة من قبل المسلحين والقوات الافغانية والقوات الدولية.
وقال ان 1795 طفلا قتلوا او جرحوا خلال النزاعات المسلحة في افغانستان الا انه اشار إلى ان الرقم الحقيقي من الممكن ان يكون اكثر من ذلك بسبب صعوبة الوصول إلى مناطق النزاعات.
واضاف بأن ان الفترة التي شملها التقرير اتسمت بازدياد العمليات العسكرية وتدهور الامن في البلاد ما جعل الاطفال عرضة لمزيد من الانتهاكات المرتبطة باعمال العنف.
وقال التقرير انه في عام 2010 ازداد عدد الضحايا من النساء والاطفال بنسبة 55 بالمئة عن عام 2009 مشيرا إلى ان ثلاثة ارباع الضحايا من المدنيين سقطوا على ايدي مسلحي طالبان والجماعات المسلحة الاخرى. واضاف التقرير ان الاطفال يتم تجنيدهم من قبل جميع اطراف النزاعات في افغانستان حيث سجل التقرير ما بين 26 إلى 47 حالة بينها بعض الحالات لاطفال يستخدمون لتنفيذ هجمات انتحارية وسبع حالات لاطفال تم تجنيدهم عبر الحدود في باكستان.