الإشعاع الحضاري لتنير على العالم إبداعا جديدا وتوقظ في العقل وعيا وإيمانا بأن العلم والفكر والكتاب منه تبدأ رسالتنا إلى العالم ومنه نشد الرحال إلى البناء، بناء البشر والحجر، وقد رسم لنا الأجداد في إرثهم العريق الطريق واضحة لنسير على خطاهم وهديهم.
تقاطرت العائلات إلى معرض الكتاب، أطفالا وشبابا ومن الفئات العمرية كافة، يشي بوعي جديد لأهمية البحث والاطلاع وأهمية أن نغرس في عقول أبنائنا معنى أن نكون من أمة اقرأ ومعنى أن نسعى إلى الكتاب في تنوعه كل حسب رغبته، ونخص الأطفال والشباب بدعم إضافي لأنهم الأكثر حاجة، وهم من سيحملون في أعناقهم أمانة إعادة البناء والنهوض من جديد بعد أن عاث الإرهابيون الفساد في البلاد.
ومن زار معرض الكتاب لابد يلحظ هذا الإقبال منقطع النظير على تداول الكتاب في الاختصاصات كافة، مايدفع دور النشر إلى خطة جديدة في تطوير منتجها الإبداعي إن كان لجهة المضمون أو التقنية الجديدة في الطباعة، ليكون في متناول الجمهور القارىء بالشكل اللائق، وقبل كل شيء أن يكون بالسعر الذي يتناسب مع دخل الفرد وإمكاناته المادية.
واليوم إذ يغلق المعرض أبوابه بعد عمل مضن قامت به الجهات المعنية لجهة التنظيم وتوزيع الأجنحة ودور النشر المشاركة والفعاليات التي أقيمت على هامش المعرض من عروض سينمائية وندوات وأمسيات ثقافية وفكرية، لابد أن نقدم كلمة شكر إلى تلك الأيادي البيضاء التي سعت لإنجاح هذه التظاهرة الثقافية، وإن وجدت بعض الهنات الصغيرة فإنها لاتفسد الثمار التي تذوقها كل من كانت له فرصة زيارة معرض الكتاب في دورته 31، وقد غادره الزوار ولاتزال العقول عطشى للاستزادة من معينه والتمتع بأجوائه الرائعة التي تزهر بالحب والخير والجمال بانتظار موسم أكثر عطاء وجسور إلى العلياء تمضي.