صحيح أن الكثير من المشاريع الثقافية تنتهي بانتهائها, لكن معرض الكتاب يناقض هذه النظرية, فهو يُصر في كل عام على إثبات أن هذا المشروع الريادي يزداد بريقاً وألقاً وقدرة على جذب الجمهور من مختلف اللغات والحضارات.
بالأمس القريب اغلق معرض الكتاب ستاره مُنجزاً الكثير من المعادلات الجيدة, والحضور الثقافي الذي كان بعضه مهماً, والبعض الآخر كان مبالغاً فيه كتوقيع الكتب مثلاً !!...
اغلق الستار والكلمة الصادقة وشغف المعرفة والاطلاع على مختلف الثقافات الإنسانية كان الحاضر الأبرز في أروقته، لكن الفكرة التي كانت محط اهتمام البعض والتي لابد من الإشارة إليها هو «كتب الأطفال»... الذي أولته للانصاف الهيئة العامة السورية للكتاب واتحاد الناشرين كل الرعاية والاهتمام, وهذا يضعنا أمام مسؤوليات كبيرة أهمها ضرورة الاستمرار بهذا العمل المهم لرجال المستقبل, فربما يغيب عن بال الكثير من الأهالي وحتى بعض المعلمين أهمية الاعتماد على الطفل بأمور كثيرة, وضرورة إعطائه الحرية اللازمة لاكتشاف حقيقة الأمور بمفرده، وبالتالي علينا أن نقوم بإرشاده إلى الأفعال والنشاطات التي تسهم في تطوير شخصيته، وإعداده لأن يكون قياديا وقويا وناجحا، وبذلك نكون قد سِرنا في المركب الصحيح إلى شواطئ النجاح المستقبلية.
في ختام أيام معارضنا الصيفية, وافتتاح مدارسنا وجامعاتنا, لابد من التأكيد أن سورية زرعت بذوراً كريمة, وربت أجيالاً طيبة تعلو بالعلم والمعرفة, فإذا أردنا أن نقف عند المحطات المهمة التي حققناها لابد أولاً من الانتباه إلى أطفالنا بذور هذا الوطن وقمحه وخبزه, فهؤلاء يعشقون تراب هذه الأرض ويفدونها بأرواحهم.. حافظوا على أطفالنا.. فهؤلاء سيعيدون تشكيل مناخات الثقافة الإنسانية.
ammaralnameh@hotmail.com