وخلال محاضرته التي شارك بها المشاركون في برنامج مشروع شباب التابع للأمانة السورية للتنمية وآخرون من شباب اللاذقية المهتمون بحضور المديرين العامين لقطاع النقل البحري، تناول فيها الحديث عن قطاع النقل البحري وطبيعته ومجالاته المتعددة كونه يعتبر القطاع الأكثر حيوية والذي أمن على مدى التاريخ نقل البضائع بأنواعها، فأوغاريت الميناء الأهم في العالم منذ 3500
سنة عبرت عبره السفن التجارية التي حملت خيرات الحضارات المتلاقية فيه، ما أدى إلى ازدهار مملكة أوغاريت. وهذه المملكة تقطن إلى جوار اللاذقية التي تحتضن بدورها مرفأً حيوياً يستقطب عدداً كبيراً من السفن الناقلة للبضائع بأنواعها السائلة والجافة والعامة..
وأشار قائلاً: إن أسطول النقل البحري يتضمن 500 سفينة يملكها سوريون، تشغّل 11 ألف شخص ينتمون بطريقة مباشرة وغير مباشرة بأعمالهم إلى النقل البحري.. كما أن قطاع النقل البحري في سورية أمن ما يقارب 26 ألف فرصة عمل..
مبيناً: أهمية طرح السيد الرئيس بشار الأسد حول ربط البحار الخمسة كونه مشروعاً حيوياً وأساسياً لتشكيل فضاء كبير للاستقرار والنمو من خلال ربط البحار الخمسة "قزوين، الأسود، الأبيض المتوسط، الأحمر، والخليج العربي" ما سيسمح بالتكامل فيما بينها وبالتالي سينعكس ايجابياً على اقتصاد سكان هؤلاء البحار.. ومن المعروف أهمية الموقع الجغرافي المتميز لسورية كنقطة وصل بين شركات النقل الكبرى لربط البحار الخمسة، وحيوية الساحل السوري الذي وفر إمكانية التواصل مع القارات كافة.
وتابع د. بدر قائلاً: العمل في قطاع النقل يتطلب إعداداً مهنياً وهذا متوفر من خلال الثانويات المهنية للنقل في سورية والتي تتضمن ثانوية النقل البحري، البري، الجوي، كما المعاهد المهنية المتوسطة معهد النقل البحري، والإعداد الجامعي التخصصي للنقل في اللاذقية ضمن جامعة تشرين هندسة النقل البحري، وهندسة ميكانيك السفن، كما هندسة الشواطئ المتواجدة في جامعة طرطوس، والمواصلات في الهندسة المدنية، يضاف إليها الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.. ولكن لا بدّ من التوضيح إلى أن العمل الأساسي بالنقل في سورية يعتمد على القطاع الخاص وليس العام كما أن الغالب في مجال النقل لا يزال طابعه فردياً..
مستدركاً بالقول إن وسائط النقل تعيش تغييراً في كل دول العالم والتي تتجه أغلبها إلى بدائل طاقة نظيفة ومتجددة تستخدم الغاز المضغوط والسيارات الهجينة بين الكهرباء والبنزين، إضافة إلى السيارات الشمسية التي تحول أشعة الشمس إلى طاقة.. فالعام الحالي سيشهد تسيير ألف باص نقل داخلي في دمشق والمحافظات الأخرى، تعمل على الغاز المضغوط، وذلك في إطار سعي الوزارة لزيادة أعداد الوسائط المستخدمة، ودعا إلى استخدام السيارات الهجينة، حيث يتم حالياً بحث إمكانية تخفيض إضافي للجمارك المفروضة عليها بعد أن تم تخفيضها سابقاً.
وخلال الحوار المفتوح بين السيد الوزير وشباب اللاذقية طرح العديد من الأسئلة التي يمكن أن تكون عناوين لمحاضرات وندوات ذات محاور عديدة وقد تساءل الشباب عن مصير الخط الحديدي الحجازي.. فقال السيد وزير النقل: الخط الحديدي الحجازي هام جداً بدأ العمل به من 1908 حيث كان يعمل من دمشق إلى المدينة المنورة، لكنه توقف أيام الثورة السورية الكبرى وهناك تنسيق مع كلِّ من الأردن والسعودية لإحياء هذا الخط لكنه سيأخذ شكلاً آخر، بحيث يمكن أن يصل المسافر عبره إلى دول الخليج كافة. كما طرح أسئلة تتعلق بإمكانية تنشيط الرحلات الجوية بين المحافظات فيأتي الجواب أن الأمر مطروح ومتابع باستمرار؛ إذ تقرر تسيير ثلاث رحلات جوية أسبوعية بين اللاذقية والقامشلي في حزيران القادم.
أخيراً
وصل الشكر لوسائل إعلام محددة بالاسم حتى لأحد الزملاء الذي قطع إجازته لأجل المحاضرة ولكن الشكر غاب عن الثورة لغاية ربما قد تكون في نفس يعقوب.. وقبيل نهاية الحوار المفتوح استأذنا لطرح سؤال نراه هاماً للشباب ومدينتهم اللاذقية وخاص بملحق شباب الثورة لكنه قوبل بالرفض من قبل السيد الوزير لأن الأولوية عنده للشباب مع أننا لم نكمل الرابعة عشرة.. ومن هنا لابد من توجيه الشكر وفقط لمشروع شباب الذي فتح لنا المجال لطرح الأسئلة على أنفسنا والإجابة عليها من خلال واقع محافظتنا وشبابها..